يعد اجتياز الكشف الطبي شرطًا أساسيًا للمشاركة في إدارة المباريات، وهو إجراء حاسم لضمان سلامة الحكام ولياقتهم البدنية والذهنية. فالحكام، تمامًا كاللاعبين، معرضون للإجهاد البدني والضغط النفسي خلال المباريات، مما يستدعي التأكد من قدرتهم على تحمل هذه الظروف وأداء مهامهم بكفاءة. إن سلامة الحكم ليست فقط مسألة شخصية، بل هي أيضًا ضرورية لضمان سير المباراة بشكل عادل ومنصف، حيث أن أي خلل صحي قد يؤثر على تركيزه وقراراته، وبالتالي على نتيجة المباراة. لذلك، فإن الكشف الطبي الدوري يمثل استثمارًا في صحة الحكام وفي نزاهة المنافسات الرياضية.
وبالنظر إلى أهمية هذا الإجراء، فإن الاتحادات الرياضية تولي اهتمامًا خاصًا بتطبيق برامج الكشف الطبي الشاملة والمتكاملة. هذه البرامج لا تقتصر فقط على الفحوصات الروتينية، بل تتضمن أيضًا فحوصات متخصصة للكشف عن أي مشاكل صحية محتملة قد تؤثر على أداء الحكم. وتشمل هذه الفحوصات عادةً فحوصات القلب والأوعية الدموية، وفحوصات الرؤية، وفحوصات الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى فحوصات الدم والبول. كما قد تتضمن أيضًا فحوصات نفسية لتقييم قدرة الحكم على التعامل مع الضغوط النفسية المصاحبة لإدارة المباريات. والهدف من هذه الفحوصات هو تحديد أي عوامل خطر محتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحة الحكم.
وقد خضع 150 حكمًا للكشف الطبي عن طريق اللجنة الطبية بالاتحاد، برئاسة الدكتور محمد أبو العلا. وتضمن الكشف قلب ورمد وأشعة موجات فوق صوتية على القلب وتحاليل دم تحت إشراف الدكتور هانى الشهيدى نائب رئيس اللجنة الطبية، بينما يجرى الكشف الطبى على باقى الحكام بالمناطق وفقا لقرار مجلس إدارة الاتحاد برئاسة المهندس هانى أبو ريدة. هذا الإجراء يعكس التزام الاتحاد بضمان سلامة جميع الحكام المشاركين في إدارة المباريات، وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة لهم. إن توفير هذه الرعاية الصحية الشاملة للحكام يساهم في رفع مستوى الأداء التحكيمي، ويضمن سير المباريات بشكل عادل ومنصف.
إن الكشف الطبي الدوري للحكام ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو جزء أساسي من استراتيجية متكاملة تهدف إلى تطوير التحكيم الرياضي. فبالإضافة إلى الكشف الطبي، تتضمن هذه الاستراتيجية برامج تدريبية متخصصة لرفع مستوى اللياقة البدنية للحكام، وتزويدهم بالمهارات الفنية اللازمة لإدارة المباريات بكفاءة. كما تتضمن أيضًا برامج توعية صحية لتعريف الحكام بأهمية اتباع نمط حياة صحي، وتجنب العادات الضارة التي قد تؤثر على صحتهم وأدائهم. إن الجمع بين هذه العناصر المختلفة يساهم في بناء جيل من الحكام يتمتع بالكفاءة والنزاهة والقدرة على إدارة المباريات بأعلى المستويات.
وفي الختام، يمكن القول أن اجتياز الكشف الطبي شرط أساسي للمشاركة في إدارة المباريات، وهو إجراء ضروري لضمان سلامة الحكام ولياقتهم البدنية والذهنية. إن الاتحادات الرياضية تولي اهتمامًا خاصًا بتطبيق برامج الكشف الطبي الشاملة والمتكاملة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للحكام. هذا الاستثمار في صحة الحكام يساهم في رفع مستوى الأداء التحكيمي، ويضمن سير المباريات بشكل عادل ومنصف، ويعزز نزاهة المنافسات الرياضية. إن الحكم السليم معافى هو ركن أساسي في منظومة رياضية ناجحة، وقادر على المساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف الرياضية النبيلة.