في خطوة هامة تهدف إلى معالجة تحديات سوق العمل وتلبية الاحتياجات المتزايدة للكفاءات المتخصصة وصل أول فريق من العمال المصريين المتخصصين في مجال تقديم الطعام إلى إيطاليا عبر مطار البندقية "ماركو بولو" يمثل وصول هذا الفريق نقطة انطلاق فعلية لمشروع "راندستاد كروس بوردينغ" الطموح والذي يهدف إلى استقطاب الكفاءات الأجنبية المؤهلة بطريقة منظمة وقانونية لسد العجز في المهن المطلوبة بشدة داخل إيطاليا يأتي هذا التطور بعد خضوع العمال المصريين لبرنامج تدريبي مكثف في القاهرة شمل اللغة والثقافة الإيطالية مما يؤكد على الجدية والاحترافية التي يتم بها تنفيذ هذا المشروع
وصول أول دفعة من العمالة المصرية المتخصصة إلى إيطاليا
شهد مطار ماركو بولو في البندقية مؤخرا استقبال خمسة وعشرين عاملا مصريا متخصصا في مجال تقديم خدمات الطعام وهم يمثلون الدفعة الأولى من العمالة المصرية التي تصل إيطاليا ضمن إطار مشروع "راندستاد كروس بوردينغ" تم اختيار هؤلاء العمال بعناية بناء على معايير الكفاءة المهنية العالية والدافعية القوية للعمل والتطور ومن المقرر أن يبدأ هؤلاء العمال مباشرة عملهم في منافذ تقديم الطعام التابعة لمجموعة "لاجاردير" العالمية داخل المطار ابتداء من شهر مايو المقبل يشكل نجاح وصول هذه الدفعة وبدء عملها نموذجا أوليا مهما لمشروع يهدف إلى تسهيل هجرة اليد العاملة الماهرة بطرق شرعية ومنظمة مما يخدم مصالح كل من العمال الباحثين عن فرص أفضل والدولة المستضيفة التي تعاني من نقص في بعض التخصصات الحيوية
أهداف مشروع "راندستاد كروس بوردينغ" وتوسعه المستقبلي
لا يقتصر مشروع "راندستاد كروس بوردينغ" على قطاع الضيافة وتقديم الطعام بل يمتد ليشمل مجموعة واسعة من القطاعات التي تواجه نقصا حادا في العمالة الماهرة داخل إيطاليا ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى جذب وتأهيل كفاءات أجنبية لسد هذا العجز في مهن حيوية ومطلوبة بشدة ومن أبرز هذه القطاعات
-
قطاع البناء والتشييد: يشمل البحث عن نجارين وعمال اتصالات الألياف البصرية ومشغلي رافعات وغيرهم
-
قطاع الصناعة والمعادن: يتضمن الحاجة إلى فنيي CNC (التحكم الرقمي بالحاسوب) وعمال لحام متخصصين
-
قطاع الضيافة والسياحة: كما هو الحال مع الدفعة المصرية المتخصصة في تقديم الطعام
-
قطاع الرعاية الصحية: يعتبر من أهم القطاعات المستهدفة ويشمل استقطاب الممرضين والممرضات وفنيي الرعاية الصحية
-
قطاعات أخرى: مثل السائقين المؤهلين وغيرها من المهن التي يحددها سوق العمل الإيطالي
وقد سبق وصول الفريق المصري دفعات أخرى ضمن المشروع شملت عمالا في الرعاية الاجتماعية من بيرو ومئات الممرضين والممرضات من سبع دول مختلفة بما فيها مصر بالإضافة إلى أكثر من أربعين كهربائيا من مصر وكينيا كما أن العمل جار على استقدام دفعات جديدة تشمل عمال لحام من غانا وسائقين من ألبانيا والمزيد من عمال الرعاية الاجتماعية من بيرو ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد المستفيدين من المشروع في مرحلته الحالية إلى حوالي مئتي موظف في قطاع الرعاية الصحية ومئتين آخرين في قطاعات البناء والصناعة والضيافة مما يعكس حجم المشروع وطموحاته الكبيرة ويؤكد "أرنالدو كارينيانو" مدير المواهب في "راندستاد إيطاليا" وهي الشركة المنفذة للمشروع على أهمية هذه المبادرة في ظل التحديات الديموغرافية التي تواجهها إيطاليا حيث تشير التوقعات إلى انخفاض عدد السكان بنحو مليون ونصف المليون نسمة بحلول عام 2030 بالإضافة إلى النقص الحاد في المهارات المطلوبة حيث تواجه حوالي 40% من الوظائف المخطط شغلها صعوبات في التوظيف وترتفع هذه النسبة إلى 50% في قطاعات حيوية كالتكنولوجيا والميكانيكا والرعاية الصحية ولضمان نجاح المشروع يتم تنفيذ تسعة برامج تدريبية متخصصة خارج إيطاليا في دول مثل كينيا ومصر وغانا وبيرو وألبانيا والهند وغيرها تركز هذه البرامج على تأهيل العمال لغويا وثقافيا ومهنيا قبل وصولهم إلى إيطاليا مما يضمن اندماجهم السريع والفعال في سوق العمل والمجتمع ويعد هذا المشروع نموذجا للتعاون الدولي المنظم الذي يهدف إلى معالجة أزمة العمالة مع ضمان حقوق العمال وتوفير فرص عمل مستدامة لهم