في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية وتنامي الشراكة الاقتصادية بين البلدين أعلنت قطر ومصر عن اتفاق يقضي بضخ استثمارات قطرية مباشرة في الاقتصاد المصري تصل قيمتها إلى سبعة مليارات ونصف المليار دولار أمريكي جاء هذا الإعلان الهام في بيان مشترك صدر عقب زيارة رسمية قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة يومي الثالث عشر والرابع عشر من أبريل التقى خلالها بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
استثمارات قطرية ضخمة بمصر
أكد البيان الصادر والذي نقلته وكالة الأنباء القطرية قنا التزام الجانبين الراسخ بتعزيز شراكتهما الاقتصادية والعمل بشكل حثيث على تنفيذ حزمة الاستثمارات القطرية المباشرة المتفق عليها خلال المرحلة المقبلة وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين البلدين بهدف تحديد آليات وضخ هذه الاستثمارات الهامة التي من شأنها أن تخدم المصالح التنموية المشتركة للشعبين الشقيقين وتعزز التبادل الاقتصادي بينهما.
السياق الاقتصادي والعلاقات الثنائية
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه مصر الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان إلى معالجة تحديات اقتصادية وصفت بأنها من الأصعب في تاريخها الحديث بينما تعد قطر واحدة من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم مما يبرز أهمية هذا التعاون الاستراتيجي ويعكس متانة العلاقات التي عادت إلى طبيعتها وتطورت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بعد سنوات من الفتور.
الملف الفلسطيني وجهود التهدئة
لم تقتصر المباحثات بين الزعيمين على الجانب الاقتصادي فقط بل تناولت بشكل معمق القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى حيث أكد الرئيس السيسي والأمير تميم على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة والحثيثة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة المحاصر وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين هناك كما جددا دعمهما الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إعادة إعمار غزة والمؤتمر الدولي
وشدد الطرفان على دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة الذي تعرض لدمار هائل معربين عن أملهما في نجاح المؤتمر الدولي الذي تعتزم القاهرة استضافته بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين بهدف تنسيق الجهود الإنسانية والتنموية وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع وفي هذا السياق تستعد مصر لاستقبال محادثات جديدة قد تشمل وفدا من حركة حماس لبحث سبل التوصل إلى هدنة تتيح البدء في جهود الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية المتردية.