أعلن جاك دورسي، المؤسس المشارك لمنصة X (تويتر سابقًا)، عن إطلاق تطبيق مراسلة جديد يُدعى Bitchat. يهدف هذا التطبيق إلى توفير طريقة أكثر أمانًا وخصوصية للمراسلة، وذلك من خلال الاعتماد على تقنية لامركزية وشبكات شبكية تعمل بتقنية البلوتوث منخفض الطاقة (BLE). يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد المخاوف بشأن خصوصية البيانات والرقابة على الإنترنت، مما يجعل Bitchat خيارًا جذابًا للأفراد الذين يبحثون عن بدائل أكثر أمانًا للتطبيقات التقليدية مثل WhatsApp و Facebook Messenger.

ميزات Bitchat الرئيسية

يتميز Bitchat بعدة ميزات تجعله فريدًا ومختلفًا عن تطبيقات المراسلة الأخرى. أولاً وقبل كل شيء، لا يتطلب التطبيق اتصالاً بالإنترنت أو حسابًا أو حتى رقم هاتف.

 

هذا يعني أنه يمكن للمستخدمين التواصل مع بعضهم البعض حتى في المناطق التي لا تتوفر فيها تغطية الإنترنت، أو في الحالات التي يتم فيها حجب الإنترنت. ثانيًا، يعتمد Bitchat على شبكات BLE الشبكية، والتي تُمكّن من إرسال رسائل مباشرة من نظير إلى نظير ضمن نطاق جغرافي مُتقارب، يصل إلى أكثر من 300 متر. هذا يجعله مثاليًا للاستخدام في الفعاليات الكبيرة أو في المجتمعات المحلية.

 

بالإضافة إلى ذلك، يوفر Bitchat تشفيرًا شاملاً لحماية خصوصية المستخدمين. يتم تشفير جميع الرسائل باستخدام منحنى Curve25519 الإهليلجي وخوارزمية التشفير المعتمدة AES-GCM، مما يضمن عدم قدرة أي طرف ثالث على قراءة محتوى الرسائل. كما يتميز التطبيق بميزة الاحتفاظ المُتدرج، حيث يتم حذف الرسائل العادية بعد 12 ساعة، بينما يتم الاحتفاظ بالرسائل المُميزة كمفضلة إلى أجل غير مُسمى. هذا يوفر للمستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم ويساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بتخزين البيانات لفترات طويلة.

 

اللامركزية والأمان في صميم Bitchat

تعتبر اللامركزية والأمان من الركائز الأساسية التي يقوم عليها Bitchat. نظرًا لعدم اعتماده على الإنترنت أو على خادم مركزي، فإن التطبيق ليس عُرضةً للرقابة أو انقطاع الشبكة. هذا يجعله أداة قوية للتواصل في المناطق التي تشهد قيودًا على حرية التعبير أو في حالات الطوارئ. كما أن عدم الحاجة إلى رقم هاتف أو عنوان بريد إلكتروني يقلل من المخاطر المرتبطة بتتبع المستخدمين وجمع بياناتهم الشخصية. يهدف جاك دورسي من خلال Bitchat إلى توفير منصة مراسلة أكثر حرية وأمانًا للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.

في الختام، يمثل Bitchat خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر لامركزية وأمانًا للمراسلة عبر الإنترنت. على الرغم من أنه لا يزال في مراحله التجريبية، إلا أنه يمتلك إمكانات كبيرة ليصبح بديلاً شائعًا لتطبيقات المراسلة التقليدية. مع تزايد الوعي بأهمية الخصوصية والأمان، من المتوقع أن يزداد الطلب على تطبيقات مثل Bitchat التي تضع المستخدم في المقام الأول وتحمي بياناته من الرقابة والاستغلال. يبقى أن نرى كيف سيتطور Bitchat في المستقبل وما إذا كان سيتمكن من تحقيق رؤية جاك دورسي في توفير منصة مراسلة أكثر حرية وأمانًا للجميع.