أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عمليات برية محدودة في جنوب لبنان، مستهدفًا ما وصفه بـ"بنى تحتية" تابعة لحزب الله. تأتي هذه العمليات في ظل تصاعد التوترات على الحدود بين البلدين، وتبادل القصف المتقطع بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله. لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول حجم القوات المشاركة في العملية أو المناطق التي استهدفتها، إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت أن الهدف الرئيسي هو تقويض قدرات حزب الله ومنع استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية. يُذكر أن الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت هدوءًا نسبيًا منذ حرب عام 2006، إلا أن التوترات عادت للظهور بشكل متقطع، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة. وتعتبر هذه العمليات البرية تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الاشتباكات، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية أوسع.

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مواقع إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات البرية تركزت على تدمير مواقع إطلاق صواريخ وقذائف هاون تابعة لحزب الله، بالإضافة إلى استهداف مخازن أسلحة يُعتقد أنها تستخدم لتخزين الذخيرة والمعدات العسكرية. وشدد المتحدث على أن الجيش الإسرائيلي يتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، وأن العمليات تستهدف فقط البنى التحتية العسكرية التابعة لحزب الله. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيواصل مراقبة الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وسيتخذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن مواطنيه. من جهة أخرى، لم يصدر أي تعليق فوري من حزب الله حول هذه العمليات البرية، إلا أن مصادر مقربة من الحزب أشارت إلى أن عناصره تصدوا للقوات الإسرائيلية، وأوقعوا خسائر في صفوفها. وتضاربت الأنباء حول حجم الخسائر التي تكبدها الطرفان، ولم يتم التأكد من صحة أي من الروايات المتداولة.

ردود فعل دولية قلقة من التصعيد

أثارت العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان ردود فعل دولية قلقة، حيث دعت العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006. كما حثت الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا على ضرورة خفض التوتر والعودة إلى الحوار، مشددة على أهمية الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأكدت العديد من الدول على دعمها لسيادة لبنان واستقلاله، وضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية. في المقابل، دعت بعض الأطراف إلى محاسبة حزب الله على إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية، معتبرة أن هذه الأعمال تشكل انتهاكًا للسيادة الإسرائيلية وتهدد الأمن الإقليمي. وتتباين المواقف الدولية حول كيفية التعامل مع الأزمة، إلا أن هناك إجماعًا عامًا على ضرورة تجنب التصعيد ومنع اندلاع حرب جديدة.

تأثير العمليات على المدنيين في جنوب لبنان

تسببت العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في حالة من الذعر والخوف بين المدنيين، حيث اضطر العديد منهم إلى النزوح من منازلهم بحثًا عن الأمان. وأفادت مصادر محلية أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق سكنية، مما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية. كما أدى إغلاق الطرق والمعابر الحدودية إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وحذرت منظمات إغاثية من تدهور الأوضاع الإنسانية في جنوب لبنان، ودعت إلى توفير ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات الطبية والغذائية. وطالبت المنظمات بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في أوقات النزاع. من جهة أخرى، اتهمت بعض الأطراف حزب الله باستخدام المدنيين كدروع بشرية، من خلال إطلاق الصواريخ والقذائف من مناطق سكنية. ونفى حزب الله هذه الاتهامات، مؤكدًا أنه يتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.

مستقبل الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

لا يزال مستقبل الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية غير واضح، حيث يعتمد على تطورات الأوضاع الميدانية والجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التوتر. ويرى مراقبون أن استمرار العمليات العسكرية من قبل الطرفين قد يؤدي إلى تصعيد خطير، واندلاع حرب جديدة. بينما يعتقد آخرون أن الضغوط الدولية قد تنجح في دفع الطرفين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي. ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في منع التصعيد، أم أن المنطقة ستشهد جولة جديدة من العنف؟ الوضع يبقى متقلباً وحساساً للغاية.