قال إبراهيم ربيع، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن يوم 3 يوليو 2013 يمثل علامة فارقة في التاريخ المصري، بعدما نجح الشعب المصري، مدعومًا بقواته المسلحة، في إسقاط مشروع جماعة الإخوان الذي استهدف تفكيك الدولة الوطنية وفرض أفكار مغلّفة بالدين. وأكد ربيع، في تصريحات خاصة، أن الجماعة كانت تسير بمخطط مدروس يهدف إلى تغيير هوية مصر، من خلال التغلغل في مؤسسات الدولة، ونشر خطاب الكراهية والتكفير، وزرع الانقسام داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن بيان 3 يوليو كان بمثابة صدمة استراتيجية للجماعة وحلفائها في الداخل والخارج. وأضاف ربيع أن مرور 12 عامًا على هذه اللحظة التاريخية، يكشف حجم ما تم إنجازه على الأرض من إصلاحات سياسية واقتصادية، في مقابل الخراب الذي كادت الجماعة أن تجر البلاد إليه، متسائلًا: "ماذا لو استمرت هذه الجماعة في الحكم؟ كيف كان سيكون شكل مصر اليوم؟".
يرى ربيع أن يوم 3 يوليو لم يكن مجرد تغيير في السلطة، بل كان منعطفًا حاسمًا في مسار الدولة المصرية. فبعد عام من حكم جماعة الإخوان، شهدت البلاد حالة من الاستقطاب الحاد، وتدهورًا في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاعًا في وتيرة العنف والإرهاب. ويوضح أن الجماعة لم تكن تهدف إلى خدمة مصالح الشعب المصري، بل كانت تسعى إلى فرض رؤيتها الأيديولوجية الضيقة على المجتمع، وإقصاء كل من يخالفها الرأي.
ويشير إلى أن الجماعة استغلت الدين لتحقيق أهدافها السياسية، وقامت بتشويه صورة الإسلام السمحة، ونشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. ويؤكد أن الشعب المصري أدرك خطورة هذا المخطط، وخرج بالملايين في الشوارع للمطالبة بإسقاط حكم الجماعة، واستعادة الدولة الوطنية.
ويضيف ربيع أن القوات المسلحة المصرية لعبت دورًا حاسمًا في حماية الدولة والشعب، من خلال الاستجابة لمطالب الجماهير، وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد. ويشير إلى أن القوات المسلحة لم تتدخل في السياسة إلا بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وبعد أن فقدت الجماعة شرعيتها الشعبية. ويؤكد أن القوات المسلحة انحازت إلى إرادة الشعب، وقامت بواجبها الوطني في حماية الأمن القومي المصري. ويرى أن يوم 3 يوليو كان بمثابة انتصار للإرادة الشعبية، وتأكيد على أن الشعب هو مصدر السلطات.
ويشدد ربيع على أن ما بعد 3 يوليو شهد تحولات كبيرة في المشهد السياسي المصري، حيث تم إطلاق عملية إصلاح سياسي شاملة، تضمنت تعديل الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتشكيل مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية. ويشير إلى أن الدولة المصرية حققت إنجازات كبيرة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار. ويؤكد أن مصر استعادت مكانتها الإقليمية والدولية، وأصبحت تلعب دورًا محوريًا في حل النزاعات الإقليمية، ومواجهة التحديات المشتركة. ويرى أن مصر اليوم هي أقوى وأكثر استقرارًا مما كانت عليه قبل 3 يوليو.
ويختتم ربيع حديثه بالتأكيد على أن الوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول ضد أي مشروع متطرف، وأن الشعب المصري لن يسمح لأي قوة بالعبث بمقدراته، أو تهديد أمنه واستقراره. ويدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية، والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي. ويؤكد أن مصر قادرة على تحقيق مستقبل أفضل لأبنائها، من خلال العمل الجاد والإخلاص للوطن.