في يوم الجمعة الموافق 11 يوليو 2025، شهدت مدينة السنبلاوين في محافظة الدقهلية مشهدًا مؤثرًا، حيث أقيمت صلاة الغائب على الشاب أحمد حمدي، الذي فقد في مياه رأس البر قبل 18 يومًا. خيم الحزن على المدينة بأكملها، وتوشحت بالسواد تعبيرًا عن الألم العميق لفقدان الشاب. الصلاة، التي أقيمت عقب صلاة الجمعة، كانت بمثابة تتويج لجهود مضنية بذلت للعثور على جثمان الفقيد، ومحاولة للتخفيف من وطأة الفراق على أسرته ومحبيه.

 

صلاة الغائب على الشاب أحمد حمدي

 

بعد مرور 18 يومًا من البحث المتواصل، أعلنت أسرة الفقيد أحمد حمدي عن إقامة صلاة الغائب عليه، وذلك بعد استشارة فضيلة مفتي الجمهورية. هذا القرار جاء بعد يأس من العثور على الجثمان، ورغبة في توديع الفقيد بطريقة لائقة، والتضرع إلى الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته. وقد شهدت الصلاة حضورًا كثيفًا من أهالي السنبلاوين والقرى المجاورة، الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء والمواساة لأسرة الفقيد، والتعبير عن تضامنهم معهم في هذا المصاب الجلل.

 

استقبال المصلين على باب المسجد

 

في مشهد مؤثر يعكس عمق الروابط الاجتماعية والتكاتف في المجتمع المصري، وقف والد الشاب الغريق على باب المسجد يستقبل المصلين الذين توافدوا لأداء صلاة الغائب على نجله. كان الاستقبال بمثابة تعبير عن الشكر والتقدير لكل من شارك في البحث عن الفقيد، ولكل من حضر للصلاة عليه والدعاء له. كما قام بعض الأهالي بتقديم الشاي للمصلين، تعبيرًا عن الضيافة والكرم، وتخفيفًا عنهم بعد أداء الصلاة.

 

جهود البحث عن جثمان الطالب أحمد حمدي

 

استمرت عمليات البحث عن جثمان الطالب أحمد حمدي، ابن محافظة الدقهلية، على مدار 18 يومًا، وذلك بمشاركة فرق الإنقاذ المتخصصة، ومتطوعين من الأهالي، وبحارة من مدينتي عزبة البرج والشيخ ضرغام. ورغم صعوبة المهمة، بسبب طبيعة المنطقة الصخرية وارتفاع الأمواج، إلا أن جهود البحث لم تتوقف، واستمرت الأمل في العثور على الجثمان وتسليمه إلى أهله لدفنه. وقد تطوع البحارة بالبحث في المناطق الصخرية التي تتطلب مهارات خاصة، نظرًا لخطورتها وصعوبة السباحة فيها لفترات طويلة.

 

تحديات البحث في المناطق الصخرية

 

أكد أحمد عيد، أحد البحارة المتطوعين، على صعوبة البحث في المناطق الصخرية، مشيرًا إلى أنهم يعتمدون على أن يكون الجثمان عالقًا بها. وأوضح أن هذه المناطق ذات طبيعة خاصة جدًا، وتتطلب التعامل معها بحذر شديد، مما يستغرق وقتًا طويلاً. كما أشار إلى أن سرعة الرياح وارتفاع الأمواج يمثلان تحديًا إضافيًا، ولكنه أكد على أنهم لن يتوقفوا حتى يتمكنوا من العثور على الجثمان. يعكس هذا التصريح إصرار المتطوعين وتفانيهم في مساعدة أسرة الفقيد، والتخفيف من آلامهم، وتقديم العون والمساعدة في هذه الظروف الصعبة.