المقرر إقامته في مصر في 15 أكتوبر 2025، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. يأتي هذا الحفل احتفالاً بمرور 60 عاماً على تأسيس الفرقة، وهو الثاني لهم في مصر بعد حفلهم الأول عام 2005 الذي أقيم تحت سفح الأهرامات برعاية السفارة الألمانية ووزارة الثقافة. الحفل السابق شهد إقامة عرضين للفرقة في الأهرامات وشرم الشيخ يومي 17 و19 نوفمبر. لكن هذه المرة، الأمر مختلف، فبمجرد الإعلان عن الحفل، انطلقت حملة واسعة تطالب بإلغائه بسبب ما يصفه البعض بدعم الفرقة للكيان الصهيوني ورفعهم العلم الإسرائيلي في حفلاتهم السابقة. الدعوات للإلغاء انتشرت بسرعة البرق، وتحولت إلى قضية رأي عام تتصدر المشهد الثقافي والفني في مصر.
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي وتدشين هاشتاج #cancelscorpions
تصدر هاشتاج #cancelscorpions قائمة الأكثر تداولاً على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث عبر المستخدمون عن غضبهم واستيائهم من إقامة الحفل، مطالبين نقيب الموسيقيين مصطفى كامل بالتدخل العاجل لإلغائه. انتشرت صور للفرقة وهم يرفعون العلم الإسرائيلي في حفلات سابقة، مما زاد من حدة الغضب والاستياء. المغردون والمدونون عبروا عن رفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدين أن إقامة هذا الحفل يمثل استفزازاً لمشاعرهم وتجاهلاً للقضية الفلسطينية. البعض الآخر ذهب إلى أبعد من ذلك، داعياً إلى مقاطعة جميع المنتجات والفعاليات التي تدعم الكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر. الحملة الإلكترونية اتخذت طابعاً وطنياً وقومياً، حيث أكد المشاركون فيها على ضرورة التمسك بالهوية العربية ودعم القضية الفلسطينية بكل السبل الممكنة.
نبذة عن فريق سكوربيونز وتاريخه
فريق سكوربيونز هو فريق روك ألماني تأسس عام 1965 على يد عازف الجيتار رودولف شينكر. تعتبر التشكيلة التي ضمت شينكر والمغني كلاوس ماين وعازف الجيتار ماتياس جابس وعازف الباس فرانسيس بوخولز والعازف هيرمان راريبيل هي الأطول عمراً والأكثر نجاحاً في تاريخ الفرقة. حقق الفريق نجاحاً عالمياً كبيراً، وأصدر العديد من الألبومات التي تصدرت قوائم المبيعات في مختلف أنحاء العالم. اشتهر الفريق بأغانيه الروك القوية والمؤثرة، والتي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الفريق، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها انتقادات بسبب مواقفه السياسية، حيث سبق وأن اتهم بدعم الكيان الصهيوني في مناسبات مختلفة. هذه الاتهامات تلقي بظلالها على تاريخ الفرقة وتثير الجدل حول مواقفها الحقيقية.
تأثير الجدل على مستقبل الحفل
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح حملة المقاطعة في إلغاء حفل سكوربيونز في مصر؟ الضغط الشعبي المتزايد على نقابة الموسيقيين والجهات المسؤولة قد يدفعهم إلى اتخاذ قرار بإلغاء الحفل، تجنباً للمزيد من الجدل والانتقادات. في المقابل، قد تصر الجهات المنظمة على إقامة الحفل، مؤكدة على حرية التعبير والإبداع، ورافضة الخضوع للضغوط الشعبية. القرار النهائي يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك الموقف الرسمي للدولة المصرية من القضية الفلسطينية، ومدى استجابة نقابة الموسيقيين لمطالب الجمهور، وقدرة الجهات المنظمة على تحمل الضغوط الإعلامية والشعبية. بغض النظر عن النتيجة، فإن هذه القضية تسلط الضوء على أهمية الوعي السياسي والثقافي لدى الجمهور، وقدرته على التأثير في القرارات المتعلقة بالفعاليات الثقافية والفنية.
الخلاصة وتوقعات مستقبلية
في الختام، تمثل قضية حفل سكوربيونز في مصر صراعاً بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، بين الاحتفاء بالفن والتضامن مع القضية الفلسطينية. الجدل الدائر حول الحفل يعكس عمق الانقسام في المجتمع المصري حول هذه القضية، ويثير تساؤلات حول دور الفن والثقافة في تشكيل الوعي العام. من المتوقع أن تستمر الحملة المطالبة بإلغاء الحفل في الأيام القادمة، وأن تتصاعد حدة الجدل مع اقتراب موعد الحفل. يبقى على الجهات المسؤولة أن تتخذ قراراً حكيماً يراعي جميع الأطراف، ويحافظ على التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، بين الاحتفاء بالفن والتضامن مع القضية الفلسطينية. مستقبل الحفل لا يزال مجهولاً، ولكن المؤكد أن هذه القضية ستترك بصمة واضحة على المشهد الثقافي والفني في مصر.