حذر مستشفى الحلو في مدينة غزة، اليوم السبت، من تداعيات كارثية على الوضع الصحي المتردي بالفعل، وذلك جراء النقص الحاد في الوقود وتفاقم أزمة الكهرباء التي تعصف بالقطاع الصحي بأكمله. وأشار المستشفى بشكل خاص إلى المأساة التي يتعرض لها الأطفال الخدج داخل أقسام الحضانات، والتحديات الكبيرة التي تعصف بمصيرهم في ظل هذه الظروف القاسية. الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والمستشفى يناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة العاجلة لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء.
تكدس الخدج في الحضانات: خطر العدوى ونقص الخدمات
أكد أحد المسؤولين داخل المستشفى - في تصريح خاص لقناة (القاهرة الإخبارية) - أن "تفاقم أزمة الوقود دفعت الأطباء داخل المستشفى إلى زيادة أعداد الأطفال الخدج في كل حضانة في محاولة يائسة لإبقاء حديثي الولادة على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة". هذا الإجراء، على الرغم من كونه ضروريًا في ظل الظروف الحالية، يحمل في طياته مخاطر جمة. فتكديس الأطفال في حضانة واحدة يعرض حياتهم لخطر الإصابة بالعدوى، نظرًا لضعف مناعتهم وعدم قدرتهم على مقاومة الأمراض. كما يجعل من الصعب تقديم جميع الخدمات الصحية اللازمة لهم، مثل المراقبة الدقيقة والتغذية المناسبة والعلاج الفوري لأي مضاعفات قد تطرأ. الأطباء والممرضون يبذلون قصارى جهدهم، ولكن الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية.
وزارة الصحة تحذر من توقف وحدات العناية المركزة وغرف العمليات
يأتي هذا التحذير الصادر من مستشفى الحلو في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الصحة في غزة من أن ما تبقى من وحدات العناية المركزة وغرف العمليات مهدد بالتوقف التام جراء النقص الحاد في الوقود. هذا التوقف يعني ببساطة فقدان القدرة على إنقاذ حياة المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الطبية الفورية، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن. الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً لإنقاذ القطاع الصحي في غزة من الانهيار التام. إن استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية والوقود يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الآلاف من المدنيين.
دعوات لإطلاق سراح المحتجزين
في سياق متصل بالأوضاع المتدهورة في غزة، طالبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بضرورة التوصل لصفقة تبادل لإعادة الأسرى المحتجزين. هذا الطلب يأتي في ظل تصاعد المخاوف بشأن مصير هؤلاء المحتجزين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع. العائلات تناشد جميع الأطراف المعنية للعمل بجدية من أجل إطلاق سراح أبنائهم وأحبائهم وعودتهم إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن. القضية الإنسانية للمحتجزين تظل أولوية قصوى، وتستدعي بذل كافة الجهود الممكنة لإنهاء هذه المعاناة.
مناشدة لإنقاذ حياة الأطفال الخدج
إن الوضع في مستشفى الحلو، وما يشهده من معاناة للأطفال الخدج، يمثل صورة مصغرة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. هؤلاء الأطفال، الذين لم يحظوا بفرصة البدء في الحياة بشكل طبيعي، يواجهون الآن خطر الموت بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء الأطفال الأبرياء، وأن يقدم لهم المساعدة العاجلة لإنقاذ حياتهم. إن استمرار الصمت والتجاهل لهذه الأزمة لن يؤدي إلا إلى تفاقمها وزيادة عدد الضحايا. يجب أن يكون إنقاذ حياة الأطفال الخدج أولوية قصوى، وأن يتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.