أفادت مصادر إخبارية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف عدة دبابات تابعة للجيش السوري بالقرب من منطقة السويداء جنوب سوريا.

 

ووفقًا لبيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن هذا الهجوم جاء "لإعاقة وصولهم إلى المنطقة، حيث قد يشكلون تهديداً لإسرائيل".

 

وقد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يوثق الهجوم على إحدى الدبابات، مؤكدًا أن "وجود هذه الوسائل في جنوب سوريا قد يشكل تهديدًا لدولة إسرائيل، ولن يسمح جيش الدفاع الإسرائيلي بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا، وسيعمل ضده".

 

يأتي هذا التصعيد في ظل اشتباكات مستمرة في محافظة السويداء بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من جهة أخرى، في الجهة الغربية من المحافظة.

 

اشتباكات السويداء وتداعياتها

 

تشهد محافظة السويداء اشتباكات عنيفة بين أطراف متعددة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 89 قتيلاً وعشرات المصابين، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقد اندلعت الاشتباكات الأعنف صباح الإثنين، بعد هجوم مسلح نفذته مجموعات من أبناء عشائر البدو بمشاركة عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، انطلاقًا من ريف درعا الشرقي، مستهدفة عددًا من قرى ريف السويداء الغربي. هذه الاشتباكات تعكس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، وتثير مخاوف بشأن مستقبل السلم الأهلي والتعايش بين مختلف المكونات الاجتماعية في سوريا.

 

تعتبر السويداء منطقة حساسة نظرًا لتنوعها الديني والعرقي، وأي تصعيد فيها قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة السورية بشكل عام.

 

بيان وزارة الداخلية السورية

 

أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا أكدت فيه أن دخول قوى الأمن الداخلي ووحدات من وزارة الدفاع إلى محافظة السويداء جاء في إطار "مهمتها الوطنية لوقف اراقة الدماء، وضبط الأمن وفرض الاستقرار وذلك عقب التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين".

 

وأعربت الوزارة عن تعازيها لأهالي الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة أن "ما حدث يعد تهديدًا خطيرًا للسلم الأهلي والأمن العام ويتعارض مع القانون وقيم التعايش والوحدة الوطنية التي تشكل أساس الدولة السورية".

 

وشددت الداخلية السورية على أن دورها يقتصر على حفظ الأمن وحماية المدنيين دون الانحياز لأي طرف، مع العمل على إعادة الاستقرار بشكل كامل، بما يضمن حماية أرواح المواطنين.

 

كما أعربت الوزارة عن احترامها الكامل لحقوق جميع أبناء الشعب السوري على اختلاف أطباقهم ومكوناتهم، وجددت التزامها بحمايتهم وضمان أمنهم وسلامتهم.

 

دعوة إلى التهدئة والتعاون

 

أهابت وزارة الداخلية السورية بجميع الأطراف التحلي بالمسؤولية الوطنية، مؤكدة أن أي خلاف يجب أن يحل عبر مؤسسات الدولة والقضاء.

 

ودعت المواطنين إلى التعاون مع القوى الأمنية لضمان عودة الهدوء التدريجي وصون السلم الأهلي، والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

 

تأتي هذه الدعوة في ظل تزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مزيد من العنف والفوضى، مما يستدعي تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية للحفاظ على الأمن والاستقرار.

 

من المهم أن يتم التعامل مع الأزمة بحكمة وتعقل، وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى.

 

تحليل الوضع الراهن وتوقعات المستقبل

 

الوضع في محافظة السويداء معقد ومتشابك، ويتأثر بعوامل داخلية وخارجية. الاشتباكات بين مختلف الأطراف تعكس حالة من التوتر وعدم الثقة، وتزيد من صعوبة التوصل إلى حلول سلمية.

 

تدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأزمة يزيد من تعقيد المشهد، ويثير مخاوف بشأن تداعيات هذا التدخل على الأمن الإقليمي.

 

من الضروري أن تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها، وأن تعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب المزيد من التصعيد. يجب أن يكون الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لحل الخلافات، وضمان مستقبل آمن ومستقر لجميع أبناء الشعب السوري.

 

يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الجهود المبذولة في تحقيق السلام والاستقرار في السويداء، أم أن المنطقة ستشهد المزيد من العنف والفوضى؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال.