هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بفرض رسوم جمركية باهظة تصل إلى 100% على الصادرات الروسية إذا لم يتم إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 50 يوماً. جاء هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات بين البلدين وتزايد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية. ويعكس هذا التهديد مدى إصرار الإدارة الأمريكية على إيجاد حل سريع للأزمة الأوكرانية، وحرصها على الضغط على روسيا بكل الوسائل المتاحة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. وقد صرح ترامب علناً عن خيبة أمله من بوتين، معبراً عن اعتقاده السابق بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، ولكنه الآن يرى أن الوضع يتطلب إجراءات أكثر صرامة.

 

إحباط ترامب من تصرفات بوتين

عبّر الرئيس ترامب عن "إحباطه الشديد" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: "أنا محبط جداً من بوتين، لقد توقعت منه شيئاً مختلفاً. أنا مستاء من روسيا، لأنني اعتقدت أننا كنا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين، لكن لا يبدو أن ذلك سيحدث." وأضاف: "لذلك، بناءً على ذلك، سنفرض تعريفات جمركية ثانوية إذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال 50 يوماً." هذه التصريحات تعكس تحولاً في موقف ترامب تجاه بوتين، بعد أن كان يُنظر إليه في السابق على أنه شخصية يمكن التعامل معها والتوصل إلى حلول مشتركة. ومع ذلك، يبدو أن استمرار العمليات العسكرية الروسية وتصاعد وتيرة العنف قد دفع ترامب إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً وتهديداً.

 

اتهامات بشن هجمات رغم المحادثات

خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روتة بالبيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي: "الحديث مع بوتين لا يعني شيئاً، فبعد كل محادثات أجريها مع بوتين، تطلق موسكو صواريخ على أوكرانيا"، مشيراً إلى أن نظيره الروسي يشن الهجمات على كييف "عندما يبدو أن هناك اتفاقاً وشيكاً". هذا التصريح يشير إلى أن ترامب يعتقد أن بوتين يستخدم المحادثات كغطاء لمواصلة العمليات العسكرية، وأن هناك تلاعباً من الجانب الروسي لعرقلة أي جهود للتوصل إلى سلام دائم. ويزيد هذا الاعتقاد من صعوبة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، ويجعل فرض العقوبات والتهديدات الوسيلة الوحيدة المتاحة للضغط على روسيا.

 

إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا

أعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة سترسل بطاريات صواريخ الدفاع الجوي "باتريوت" إلى أوكرانيا خلال أيام عبر حلف "الناتو". وفي الأثناء، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته إن القرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة مهم للغاية. هذا الإعلان يمثل تصعيداً في الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، ويهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية لمواجهة الهجمات الروسية. ومن المتوقع أن يسهم نشر صواريخ باتريوت في حماية المدن الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية من القصف الروسي، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ويأتي هذا الدعم العسكري في إطار الجهود الغربية المستمرة لتقديم المساعدة لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.

 

تداعيات التهديد الأمريكي على العلاقات الروسية الأمريكية

من المتوقع أن يؤدي التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية باهظة على الصادرات الروسية إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين. وقد ترد روسيا بإجراءات مماثلة، مما قد يؤدي إلى حرب تجارية بين البلدين. كما أن هذا التهديد قد يؤثر على الاقتصاد الروسي، الذي يعاني بالفعل من تداعيات العقوبات الغربية الأخرى. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان هذا التهديد سيؤدي بالفعل إلى تغيير في السياسة الروسية تجاه أوكرانيا، أو ما إذا كان بوتين سيستمر في المضي قدماً في عملياته العسكرية بغض النظر عن التداعيات الاقتصادية. يبقى أن نرى ما إذا كانت المهلة التي حددها ترامب ستؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس في جهود السلام، أو ما إذا كانت ستنتهي بتصعيد جديد في الأزمة الأوكرانية.