في حفل لجمع التبرعات أقيم في نيوجيرسي، وجه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما رسالة قوية إلى الديمقراطيين، حثهم فيها على عدم الاستسلام للإحباط في ظل رئاسة دونالد ترامب. ودعا أوباما الديمقراطيين إلى "الدفاع عن ما يرونه صحيحًا" و"التحلي بالصلابة" في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد على أهمية العمل الجاد والمشاركة الفعالة في العملية السياسية، بدلاً من انتظار ظهور شخص ينقذهم، مشيرًا إلى أن الحلول السريعة والاعتماد على شخصية "المسيح" لن يأتيا بالنتائج المرجوة. وأضاف أوباما أن الديمقراطيين بحاجة إلى الشجاعة للتعبير عن آرائهم والدفاع عن قيمهم، حتى في الأوقات الصعبة التي قد يواجهون فيها معارضة أو انتقادات.
جاءت تصريحات أوباما في وقت يبحث فيه الحزب الديمقراطي عن طريقه للمضي قدمًا في ظل ولاية ترامب الثانية، حيث دعا العديد من أعضاء الحزب إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا من القادة الديمقراطيين. وأشار أوباما إلى أهمية التركيز على انتخابات حكام ولايتي نيوجيرسي وفرجينيا، معتبرًا إياها "انطلاقة قوية نحو ما نحتاج إلى تحقيقه". وحث الديمقراطيين على دعم المرشحين الذين يخوضون السباق في هاتين الولايتين، مؤكدًا على ضرورة توفير الموارد اللازمة للجنة الوطنية الديمقراطية للمنافسة بفعالية في الانتخابات القادمة، التي ستعتمد بشكل كبير على البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي.
شدد أوباما على أن الديمقراطيين بحاجة إلى التركيز على كيفية "تقديم خدمات للناس"، معترفًا بوجود خلافات داخل الحزب حول أفضل السبل لتحقيق ذلك. وأكد على أهمية بذل الجهد للدفاع عن الأمور التي يرونها صحيحة، والاستعداد لتحمل القليل من الانزعاج دفاعًا عن قيمهم وبلدهم والعالم الذي يريدون تركه لأبنائهم وأحفادهم. وأضاف أنه لم "يفاجأ بما فعله ترامب" أو أنه "لم تعد هناك حواجز داخل الحزب الجمهوري"، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يتطلب من الديمقراطيين أن يكونوا أكثر يقظة واستعدادًا للدفاع عن مبادئهم.
أقيم حفل جمع التبرعات في منزل حاكم ولاية نيوجيرسي، فيل مورفي، وزوجته، تامي مورفي، وجمع 2.5 مليون دولار من خلال التبرعات الشخصية وعبر الإنترنت للجنة الوطنية الديمقراطية. ويعكس هذا المبلغ الكبير الدعم القوي الذي يحظى به الحزب الديمقراطي، والرغبة المتزايدة في المساهمة في جهود الحزب للمنافسة بفعالية في الانتخابات القادمة. وتأتي هذه التبرعات في وقت حرج بالنسبة للحزب، حيث يسعى إلى إعادة بناء صفوفه وتحديد استراتيجيته للمضي قدمًا في ظل التحديات السياسية الراهنة.
في الختام، يمكن القول إن رسالة باراك أوباما للديمقراطيين كانت بمثابة دعوة للعمل والوحدة والتصميم على الدفاع عن القيم والمبادئ التي يؤمنون بها. وحثهم على عدم الاستسلام للإحباط واليأس، بل على الانخراط الفعال في العملية السياسية والعمل الجاد لتحقيق التغيير الذي يطمحون إليه. وأكد على أن الحلول السريعة والاعتماد على شخصية "المسيح" لن يأتيا بالنتائج المرجوة، وأن العمل الجاد والمشاركة الفعالة هما السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار. وتبقى رسالة أوباما بمثابة تذكير بأهمية الشجاعة والإصرار في مواجهة التحديات، والسعي الدائم لتحقيق العدالة والمساواة للجميع.