في الذكرى 106 لميلاده.. ما لا نعرفه عن السادات (1)

في الذكرى الـ 106 لميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نسلّط الضوء على جوانب إنسانية ربما لم تحظَ بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به إنجازاته السياسية والعسكرية. هذا المقال يغوص في تفاصيل حياة السادات كزوج، وأب، وأخ، وصديق، مستندين إلى شهادات من عائلته وأقربائه. نتناول علاقته بزوجتيه، إقبال وجيهان، وكيف حافظ على الود والاحترام مع الأولى حتى بعد الطلاق، وكيف دعم الثانية في تحقيق ذاتها. كما نستعرض كيف كان السادات سندًا لأشقائه، وكيف حرص على توجيههم ونصيحتهم، وكيف تعامل مع محاولات البعض استغلال منصبه.

السادات والعائلة: وفاء وتضحية

تكشف شهادات عائلة السادات عن رجل شديد الوفاء والتضحية. رقية السادات، ابنته الكبرى، تروي كيف استبدل والدها ثلاثة أرباع معاشه لتجهيز شقيقاته للزواج. هذا الفعل يعكس قيمة العائلة التي كانت متجذرة في شخصية السادات. لم يكن يرى في الرئاسة مجرد منصب سياسي، بل فرصة لخدمة أهله وأحبائه. عفت السادات، نجل شقيقه، يضيف أن الرئيس الراحل كان يجلس كثيرًا مع عائلته وأبناء أشقائه، خاصة خلال زياراته لميت أبو الكوم، مسقط رأسه. هذه اللقاءات كانت فرصة لنقل خبرته ونصائحه، وعلى رأسها الابتعاد عن السياسة بسبب ما عاناه هو شخصيًا من صعابها. سكينة السادات، شقيقته، تؤكد أنه كان يغضب إذا وصلته شكوى منها في العمل، مؤكدًا على ضرورة أن يعيشوا حياة طبيعية، بعيدًا عن تأثير كونه رئيسًا للجمهورية. هذه الشهادات ترسم صورة لرجل متواضع، حريص على عدم استغلال نفوذه، ومتمسك بقيم القرية التي نشأ فيها.

السادات والزوجات: احترام وتقدير

تعتبر علاقة السادات بزوجتيه، إقبال وجيهان، مثالًا نادرًا على الاحترام والتقدير. رغم انفصاله عن إقبال، إلا أنه ظل على تواصل معها، وخصص لها معاشًا باسمه، بل وأخبرها أنه فعل ذلك حتى يكون معاشها أكبر من معاش أولاده. هذا يدل على تقديره لدورها كأم لبناته، وحرصه على توفير حياة كريمة لها. أما علاقته بجيهان، فكانت علاقة شراكة ودعم. رقية السادات تروي كيف وقفت جيهان معها قبل زواجها، وساعدتها في التجهيز للخطوبة والزفاف. كما تتحدث عن زيارة جيهان لإقبال في منزلها، وكيف استقبلتها بحفاوة وترحيب. هذه المواقف تعكس نبلًا في التعامل، وتجاوزًا للخلافات الشخصية من أجل مصلحة العائلة. السادات كان يؤمن بدور المرأة في المجتمع، ويشجعها على تحقيق ذاتها، وهو ما تجلى في دعمه لجيهان في أنشطتها ومبادراتها المختلفة.

السادات والسياسة: نضال وتحول

حياة السادات السياسية كانت مليئة بالمحطات والتحديات. من الشاب الثائر الذي تورط في قضية اغتيال الوزير أمين عثمان، إلى الرئيس الذي قاد مصر إلى النصر في حرب أكتوبر، ثم إلى السلام مع إسرائيل. رقية السادات تصف هذه المرحلة بالتحول من التهور إلى الحكمة، وتعزو ذلك إلى المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه كرئيس لمصر. قبل وفاتها، تحدثت سكينة السادات عن كفاح شقيقها ضد الاحتلال البريطاني، وكيف كان يأتي إلى منزل العائلة متخفيًا لزيارتهم. عفت السادات يكشف عن المهن التي عمل بها السادات في صغره، مؤكدًا أنه واجه صعوبات كبيرة في حياته. هذه الصعوبات شكلت شخصيته، وأكسبته خبرة عميقة في التعامل مع الأمور. رغم انتعاش الحياة الحزبية في فترة الأربعينيات، إلا أن السادات لم ينضم لأي حزب سياسي، وظل كذلك حتى أنشأ الحزب الوطني الديمقراطي بعد صدور قانون تنظيم الأحزاب السياسية في عام 1977.

السادات الأب: قدوة ومثل

لم يقتصر دور السادات على كونه رئيسًا وقائدًا، بل كان أيضًا أبًا حنونًا وموجهًا لأبنائه. رقية السادات تؤكد أنه لم يميز جمال عن بناته، بل كان يشدد عليه ليكون مسؤولًا وقدوة. نصائحه لهم كانت دائمًا ألا يتعالوا، وأن يحافظوا على بلدهم واسمهم بالتصرفات وليس بالكلام. عفت السادات يضيف أن أبرز نصائح السادات لأبناء أشقائه كانت الابتعاد عن السياسة، لما عاناه هو شخصيًا من صعابها. كما كان يحثهم على العمل بجد وإخلاص، والتعلم واكتساب المهارات. هذه النصائح تعكس حرص السادات على مستقبل أبنائه وأبناء أشقائه، ورغبته في أن يعيشوا حياة أفضل وأكثر استقرارًا. كان السادات قدوة حسنة لأبنائه، ومثلًا يحتذى به في الوطنية والإخلاص والتفاني.

في الذكرى 106 لميلاده.. ما لا نعرفه عن السادات (1): الوفاء والإنسانية في حياة الرئيس الراحل

السادات الإنسان: وفاء للزوجة الأولى وعدم التمييز بين الأبناء

تحل علينا الذكرى الـ 106 لميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، القائد الذي حفر اسمه بأحرف من نور في تاريخ مصر والعالم العربي. بعيدًا عن صورته كبطل للحرب والسلام، نسلط الضوء في هذا المقال على جوانب إنسانية ربما لم تحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام. نتناول هنا، ليس السادات الرئيس أو القائد العسكري، بل السادات الأب، الزوج، والأخ، مستندين إلى شهادات من عائلته وأقربائه الذين عايشوه عن قرب. تظهر شهاداتهم صورة لرجل اتسم بالوفاء، التواضع، والإخلاص لعائلته ووطنه. من أبرز ما يميز شخصية السادات هو وفائه لزوجته الأولى، إقبال، حتى بعد الطلاق. فقد حرص على أن يخصص لها جزءًا من معاشه، تقديرًا لها ولدورها في حياته. كما لم يمنعه انفصاله عنها من الحفاظ على علاقة ود واحترام متبادلين، مما يعكس نبلًا في التعامل مع العلاقات الإنسانية. وتؤكد ابنته رقية السادات على أن والدها كان يؤمن بقيمة المرأة وأهمية دورها في المجتمع، ولم يمنع زوجته الثانية، جيهان السادات، من تحقيق ذاتها والمساهمة في بناء المجتمع. هذا الإيمان بدور المرأة يظهر تقدمية في فكر السادات، خاصة في تلك الفترة من الزمن.

نصائح السادات لعائلته: الابتعاد عن السياسة والتركيز على العمل

توضح شهادات عائلة السادات أن الرئيس الراحل كان حريصًا على توجيه النصح والإرشاد لأفراد أسرته، وكان أبرز ما يوصيهم به هو الابتعاد عن السياسة. فقد كان يرى أن السياسة مليئة بالمتاعب والصعاب، وأنه عانى كثيرًا بسببها. لذلك، كان يفضل أن يعيش أفراد عائلته حياة طبيعية بعيدة عن صراعات السياسة ومشاكلها. كما كان يشدد على أهمية العمل والإخلاص فيه، وضرورة التعليم واكتساب المهارات. فقد كان يؤمن بأن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة تحديات الحياة، وأن العمل الجاد هو الطريق لتحقيق النجاح والتقدم. وتؤكد رقية السادات أن والدها لم يكن يميز بين أبنائه، بل كان يعاملهم جميعًا على قدم المساواة. وكان يحرص على توفير كل ما يحتاجونه من دعم ورعاية. كما كان يشدد على ابنه الوحيد، جمال، بضرورة أن يكون مسؤولًا وقدوة حسنة لإخوته. هذا التوازن في التعامل مع الأبناء يعكس عدلًا وإنصافًا في شخصية السادات، وحرصًا على بناء أسرة متماسكة ومترابطة. لم يكن السادات يرى في السلطة ميزة لأقاربه بل مسؤولية إضافية عليهم.

السادات في شبابه: المناضل والثائر قبل أن يصبح رئيسًا

لم تكن حياة السادات قبل توليه الرئاسة مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالمعاناة والكفاح. فقد كان مناضلًا وثائرًا منذ شبابه، وشارك في العديد من الحركات الوطنية التي تهدف إلى تحرير مصر من الاحتلال البريطاني. وتورط في قضية اغتيال الوزير أمين عثمان، وسجن بسببها، ثم تم تبرئته لاحقًا. وعمل في الصحافة، وترأس جريدة الجمهورية، ثم أصبح رئيسًا لمجلس الأمة، ونائبًا للرئيس جمال عبد الناصر. هذه المحطات المختلفة في حياة السادات تظهر تنوع خبراته وقدرته على التكيف مع الظروف المختلفة. وتؤكد رقية السادات أن والدها كان يتسم بالثورة والنضال في شبابه، ولكن بعد أن أصبح رئيسًا لمصر، تحول كل ذلك إلى الحكمة والتروي في اتخاذ القرارات. وترى أن سبب هذا التحول هو المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه كحاكم لمصر. كما تكشف سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل، عن تفاصيل رحلة كفاح شقيقها، وكيف كان يأتي إلى منزل العائلة متخفيًا لزيارتهم والاطمئنان عليهم خلال فترة مطاردته من قبل السلطات. هذه التفاصيل تظهر مدى ارتباط السادات بعائلته وحرصه على التواصل معهم رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها. كان السادات يمثل نموذجًا للشباب الوطني الذي يسعى إلى تحقيق الاستقلال والحرية لبلاده.

السادات والأحزاب السياسية: انتماء للوطن لا للأفراد

على الرغم من نشاطه الثوري والنضالي في شبابه، إلا أن السادات لم ينتمِ إلى أي حزب سياسي خلال فترة الأربعينيات. وعندما سئل عن سبب ذلك، أجاب بأنه ينتمي إلى مصر وليس إلى أي فرد أو حزب. فقد كان يرى أن الأحزاب السياسية تشكلها أفراد، بينما هو ينتمي إلى الوطن الذي عاش فيه ويدافع عنه. ولم ينشئ السادات حزبه السياسي الخاص، الحزب الوطني الديمقراطي، إلا بعد صدور قانون تنظيم الأحزاب السياسية في عام 1977. هذا الموقف من الأحزاب السياسية يظهر استقلالية في فكر السادات، وحرصًا على عدم الانحياز إلى أي طرف سياسي. كما يعكس إيمانه بأهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك من أجل مصلحة الوطن. وتقول رقية السادات أن والدها كان ضد الملك والإنجليز، وكان ذلك يجعله مشغولًا عن الانتماء إلى أي حزب سياسي. وتضيف أن والدها كان يرى أن الأحزاب السياسية تشكلها أفراد، بينما هو ينتمي إلى البلد التي عاش فيها ويدافع عنها. هذا الولاء للوطن يظهر جليًا في جميع مراحل حياة السادات، ويؤكد أنه كان يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار. لم يكن السادات يسعى إلى السلطة من خلال الأحزاب السياسية، بل كان يسعى إلى خدمة الوطن من خلال العمل الجاد والإخلاص.

السادات والعائلة: كبير العائلة ومصدر الدعم والسند

لم يكن السادات مجرد رئيس دولة، بل كان أيضًا كبير عائلته ومصدر الدعم والسند لأشقائه وأقاربه. فقد تولى مسؤولية تربية وتعليم أشقائه بعد وفاة والده، وكان يعتبر نفسه الأب والأخ والقدوة لهم جميعًا. كما كان يساعد شقيقاته البنات عند زواجهن، ويقتطع جزءًا من معاشه من أجل تجهيزهن. وتقول سكينة السادات أن الرئيس الراحل هو من تكفل بمصاريف زواجها وأخواتها، وأنه استبدل جزءًا من معاشه من أجل تجهيزهن. وتضيف أن السادات كان يغضب منها عندما كانت تحدث أزمات بينها وبين زملائها في العمل، وكان يقول لها: "إوعى تفتكرى إن عشان أخوكى رئيس فتثيرى مشاكل مع زملائك". هذا الحرص على عدم استغلال النفوذ يظهر نزاهة السادات وعدله، وحرصه على أن يعيش أفراد عائلته حياة طبيعية بعيدة عن الامتيازات. ويؤكد عفت السادات أن محمد أنور السادات كان يساعد شقيقاته البنات عند زواجهن، وكان يقتطع جزءًا من معاشه من أجل مساعدتهن. ويضيف أن السادات كان يجلس كثيرًا مع عائلته وأبناء أشقائه عندما كان رئيسًا للجمهورية، وكان يحب أن تكون الأسرة والعائلة كلها موجودة خلال زيارته لميت أبو الكوم. هذه اللقاءات العائلية تظهر مدى ارتباط السادات بعائلته وحرصه على التواصل معهم رغم مشاغله الكثيرة. كان السادات يمثل نموذجًا للقائد الذي لا ينسى أهله وأقاربه، ويسعى إلى توفير الدعم والسند لهم.

في الذكرى 106 لميلاده.. ما لا نعرفه عن السادات (1): الوفاء، العائلة، ونصائح بعيدًا عن السياسة

السادات الإنسان: وفاء للزوجة الأولى وعلاقات عائلية قوية

في الذكرى الـ 106 لميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نغوص في جوانب حياته الإنسانية والشخصية، بعيدًا عن صورته كبطل حرب وصانع سلام. تكشف هذه الذكرى تفاصيل مؤثرة عن علاقاته العائلية، وفائه لزوجته الأولى، حرصه على مستقبل بناته، ونصائحه القيمة لأقاربه. تظهر شخصية السادات كأب عطوف وأخ كبير، يولي اهتمامًا خاصًا لأسرته ويسعى جاهدًا لتوفير حياة كريمة لهم. لم يكن السادات مجرد رئيس دولة، بل كان رب أسرة حريص على تربية أبنائه وبناته على القيم والأخلاق الحميدة، وغرس فيهم حب الوطن والانتماء إليه. كان يؤمن بأهمية دور المرأة في المجتمع، وشجع زوجتيه على تحقيق طموحاتهما وأحلامهما. كما كان حريصًا على التواصل مع أشقائه وعائلته، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويقدم لهم الدعم والمساعدة في مختلف الظروف. هذه الجوانب الإنسانية تعكس عمق شخصية السادات وتجعله قدوة ومثالًا يحتذى به في العطاء والإخلاص والتفاني من أجل الأسرة والوطن.

من المناضل إلى الرئيس: تحولات في شخصية السادات

تتحدث رقية السادات، ابنة الرئيس الراحل، عن التحولات التي طرأت على شخصية والدها عبر المراحل المختلفة من حياته. فمنذ شبابه، اتسم السادات بالثورة والنضال والكفاح من أجل استقلال الوطن. إلا أنه بعد أن تولى رئاسة الجمهورية، تحول إلى مفاوض بارع وحكيم، قادر على اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية. تعزو رقية هذا التحول إلى المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه، حيث أصبح مسؤولًا عن بلد بحجم مصر. كما تتذكر سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل، رحلة كفاح شقيقها ومعاناته في شبابه، عندما كان مطاردًا من قبل قوات الاحتلال البريطاني، وعمله في مهن مختلفة لتأمين لقمة العيش لأسرته. هذه التجارب الصعبة صقلت شخصية السادات وجعلته أكثر صلابة وعزيمة وإصرارًا على تحقيق أهدافه. لم ينس السادات أبدًا جذوره وأصوله، وظل متمسكًا بقيم القرية وعاداتها وتقاليدها، حتى بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية. كان يعتبر نفسه فلاحًا بسيطًا، ويفتخر بأنه نشأ في أسرة متواضعة، وهذا ما جعله قريبًا من قلوب الشعب المصري، الذي أحبه وثق به.

السادات والمرأة: دعم وتمكين للمرأة في المجتمع

كان الرئيس السادات يؤمن بدور المرأة المحوري في بناء المجتمع، ويحرص على دعمها وتمكينها في مختلف المجالات. لم يمنع زوجتيه، إقبال وجيهان، من تحقيق طموحاتهما وأحلامهما، بل شجعهما على ذلك ووفر لهما كل الدعم والمساعدة. كان يرى أن المرأة هي عمود البيت، ولها الحق في التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة. لم يكن السادات يجبر أيًا من زوجتيه على ارتداء الحجاب، بل كان يحترم حريتهما الشخصية ويقدر اختياراتهما. كان يعتبر أن الحضارة ليست مجرد مظاهر خارجية، بل هي الحفاظ على القيم والأخلاق الحميدة. كان السادات يؤمن بأن المرأة المتعلمة والمثقفة هي الأقدر على تربية الأجيال القادمة، وغرس فيهم حب الوطن والانتماء إليه. كما كان يرى أن المرأة العاملة تساهم في بناء الاقتصاد الوطني، وتدعم مسيرة التنمية والتقدم. هذه الرؤية التقدمية للمرأة جعلت السادات رائدًا في مجال حقوق المرأة في العالم العربي.

السادات والعائلة: سند وعطاء لا ينتهي

لم يكن السادات مجرد رئيس دولة، بل كان رب أسرة حنون وعطوف، يولي اهتمامًا خاصًا لأسرته ويسعى جاهدًا لتوفير حياة كريمة لهم. كان يعتبر نفسه كبير العائلة، ويتولى مسؤولية تربية أشقائه ورعايتهم، وتلبية احتياجاتهم. كان يحرص على التواصل مع أشقائه وعائلته، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويقدم لهم الدعم والمساعدة في مختلف الظروف. لم يسمح لأي من أشقائه باستغلال منصبه، بل كان يتعامل معهم بحزم وشدة إذا حاولوا ذلك. كان يؤمن بأن العدل والمساواة هما أساس الحكم الرشيد، ولا يجوز التمييز بين الناس بسبب القرابة أو النسب. كان السادات يستقطع جزءًا من معاشه لمساعدة شقيقاته البنات عند زواجهن، وتجهيزهن. كما كان يجلس مع عائلته وأبناء أشقائه عندما كان رئيسًا للجمهورية، ويستمع إلى مشاكلهم وهمومهم، ويقدم لهم النصائح والإرشادات. هذه اللحظات العائلية كانت تعكس عمق شخصية السادات وتجعله قدوة ومثالًا يحتذى به في العطاء والإخلاص والتفاني من أجل الأسرة.

نصائح السادات: الابتعاد عن السياسة والتركيز على العمل والإخلاص

كانت أبرز نصائح الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأبناء أشقائه هي الابتعاد عن السياسة، والتركيز على العمل والإخلاص فيه. كان يرى أن السياسة مليئة بالمتاعب والمخاطر، وأنها قد تؤثر سلبًا على حياة الإنسان. كان يروي لهم قصصًا عن معاناته في السياسة، وكيف أنها كادت أن تدمر حياته. كان يريد أن يجنبهم هذه المعاناة، وأن يوفر لهم حياة هادئة ومستقرة. كما كان يؤكد عليهم أهمية التعليم والتعلم، والتحدث بأكثر من لغة، لأن ذلك يكسبهم العديد من المهارات والخبرات. كان يرى أن العلم هو السلاح الأقوى في العصر الحديث، وأنه يساعد الإنسان على تحقيق النجاح والتميز في حياته. كان السادات يؤمن بأن العمل والإخلاص فيه هما أساس التقدم والازدهار، وأن الإنسان يجب أن يتقن عمله ويؤديه بأمانة وإخلاص، حتى يساهم في بناء مجتمع أفضل. هذه النصائح القيمة تعكس حكمة السادات ورؤيته الثاقبة للمستقبل