القصة تبدأ بلحظة حرجة، عندما عجز زوج عن إيجاد وسيلة لنقل زوجته التي أوشكت على الولادة بسبب عدم وجود مصعد في المبنى. اليأس دب في قلبه، لكنه تذكر الرقم 123، خط النجاة الذي لطالما سمع عنه. بخطوات يائسة، اتصل بالرقم، ولم تمض سوى لحظات حتى تلقى اتصالاً يُبشره بوصول فريق الإسعاف. كلماتهم كانت بمثابة طوق نجاة: "إحنا تحت، طالعين ليها".
الوصول والتهدئة: بداية الرحلة البطولية
المسعف إبراهيم عاطف وزميله فني القيادة أيمن رمضان، لم يترددا لحظة. صعدا الدرج بسرعة، متجاوزين كل الصعاب، ليصلوا إلى الطابق التاسع حيث كانت الأم تنتظر. لم تقتصر مهمتهما على النقل فقط، بل امتدت لتشمل تهدئة الزوجة المذعورة والأطفال القلقين. بكلمات مطمئنة ونظرات حانية، نجحا في بث الطمأنينة في نفوسهم، ممهدين الطريق لنقل آمن وسريع إلى سيارة الإسعاف. كان هذا الفصل الأول من قصة بطولية بدأت تتكشف فصولها.
المخاض في سيارة الإسعاف: ولادة تحت إشراف المسعف
وبينما كانت سيارة الإسعاف تشق طريقها نحو المستشفى، حدث ما لم يكن في الحسبان. بدأت علامات المخاض تشتد على الأم داخل السيارة. هنا، تجلت براعة المسعف إبراهيم عاطف ومهاراته الاستثنائية. لم يتردد لحظة في تولي مسؤولية إدارة عملية الولادة داخل سيارة الإسعاف. بهدوء وثقة، أشرف على عملية ولادة كاملة، وقام بقطع الحبل السري، وأجرى الإسعافات الأولية اللازمة للأم والمولود. لحظات عصيبة تحولت إلى لحظات فرح بفضل سرعة بديهة المسعف وكفاءته العالية. لقد كانت ولادة في ظروف استثنائية، شهدت على بطولة حقيقية.
الوصول إلى المستشفى: نهاية سعيدة وبداية جديدة
بعد الوصول إلى المستشفى، قام المسعف بتسليم الحالة إلى الطبيب المختص، الذي تولى استكمال الإجراءات اللازمة. بينما كان المسعف يؤدي واجبه، ظل الزوج واقفًا، مذهولًا من سرعة الاستجابة وكفاءة الطاقم الطبي. لم يتمالك نفسه من الدهشة والإعجاب، فقد رأى بأم عينه كيف تحولت لحظات يأس إلى لحظات أمل بفضل تدخل هؤلاء الأبطال المجهولين. لقد كانت تجربة لا تُنسى، ستبقى محفورة في ذاكرته إلى الأبد.
"نمبر وان": تقدير عفوي يعكس قصة بطولة
انتهى الموقف بتلك الصورة العفوية التي اختزلت القصة بأكملها: "نمبر وان" لرجال الإسعاف المصري. كلمة بسيطة، لكنها تحمل في طياتها تقديرًا عميقًا لجهودهم وتفانيهم في خدمة المجتمع. هذه القصة هي مجرد مثال واحد على العديد من القصص البطولية التي يسطرها رجال الإسعاف المصري يوميًا، في صمت وتواضع، لإنقاذ الأرواح وتقديم العون للمحتاجين. إنهم بحق أبطال يستحقون كل التقدير والاحترام.