شهدت مدينة شيكاغو ليلة الثلاثاء احتجاجات حاشدة أمام القنصلية الإسرائيلية في وسط المدينة، نظمتها جماعات مؤيدة لوقف إطلاق النار في غزة. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، تقف وراء هذه التظاهرات منظمة "خلف خطوط العدو" (Behind Enemy Lines)، وهي جماعة معروفة بدعمها لوقف العمليات العسكرية في غزة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى تسمى "صامدون". بدأت المظاهرة بعد الساعة السابعة مساءً بقليل، حيث تجمع المتظاهرون وهم يرددون شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بالسياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة. وقد تصاعد التوتر خلال الليل، مما أدى إلى تدخل الشرطة واعتقال عدد من المتظاهرين.

 

اعتقالات واشتباكات مع الشرطة

ذكرت منظمة "خلف خطوط العدو" في منشور لها على موقع إنستجرام أن "العشرات من الأشخاص اعتقلوا بوحشية خارج القنصلية الإسرائيلية على يد بلطجية يدافعون عن مجرمي الإبادة الجماعية داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية". هذه التصريحات تعكس حدة التوتر والانقسام حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وتظهر مدى تأثيرها على المشهد السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة. لم تتوفر تفاصيل دقيقة حول عدد المعتقلين أو طبيعة الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، لكن من الواضح أن المظاهرة تحولت إلى مواجهة بين الطرفين. تجدر الإشارة إلى أن القنصلية الإسرائيلية كانت محصنة ومحمية بشدة من قبل الشرطة على الدراجات الهوائية، مما يشير إلى الاستعداد المسبق لمثل هذه التظاهرات.

 

منظمة "خلف خطوط العدو" ودورها في الاحتجاجات

تعد منظمة "خلف خطوط العدو" (Behind Enemy Lines) من أبرز الجماعات الناشطة في مجال دعم القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة. تركز المنظمة على تنظيم فعاليات واحتجاجات تهدف إلى الضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ مواقف أكثر انتقادًا تجاه السياسات الإسرائيلية. كما تعمل المنظمة على توعية الرأي العام الأمريكي حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم الفعاليات الميدانية، تسعى "خلف خطوط العدو" إلى حشد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية والتأثير على صناع القرار في واشنطن. مشاركة المنظمة في تنظيم احتجاجات شيكاغو تعكس استمرار جهودها في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في مختلف المدن الأمريكية.

 

تأثير الاحتجاجات على المشهد السياسي في شيكاغو

تأتي هذه الاحتجاجات في وقت تشهد فيه مدينة شيكاغو انقسامات سياسية واجتماعية متزايدة. تولي العمدة براندون جونسون منصبه في ظل تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة والتوترات العرقية. الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين تزيد من تعقيد المشهد السياسي في المدينة، حيث تضع ضغوطًا إضافية على العمدة للتعامل مع هذه القضية الحساسة. من المتوقع أن تثير هذه الاحتجاجات ردود فعل متباينة من مختلف الأطراف السياسية في شيكاغو، وقد تؤثر على العلاقات بين المدينة والجالية اليهودية والجاليات العربية والفلسطينية. يبقى أن نرى كيف ستتعامل إدارة العمدة جونسون مع هذه التحديات وكيف ستؤثر هذه الاحتجاجات على السياسات المحلية في المدينة.

 

تداعيات أوسع على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

لا تقتصر تداعيات احتجاجات شيكاغو على المدينة وحدها، بل قد تمتد لتشمل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بشكل أوسع. تزايد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في مختلف المدن الأمريكية يعكس تحولًا في الرأي العام تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بين الشباب والناشطين السياسيين. هذا التحول قد يضع ضغوطًا على الحكومة الأمريكية لإعادة النظر في سياساتها تجاه إسرائيل، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغييرات ملموسة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، لكنها بالتأكيد تساهم في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية وتوسيع نطاق النقاش حولها في الولايات المتحدة.