تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية التي تستهدف المدنيين والنازحين، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية الأساسية. تشير التقارير الواردة من القطاع إلى استمرار سقوط الضحايا، وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية، مما ينذر بكارثة إنسانية شاملة. وفي ظل هذه الظروف القاسية، تتصاعد المطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق.

 

استمرار المجازر وتصاعد الخسائر البشرية

تفيد المصادر الطبية في غزة باستشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع. وتشير التقارير إلى أن من بين الضحايا مدنيين نازحين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية. وقد استشهد 25 فلسطينيا في غارات إسرائيلية يوم الجمعة، منهم 5 من طالبي المساعدات، وجدد جيش الاحتلال أوامر الإخلاء في عدة مناطق من جباليا وغزة مطالبا المواطنين بالنزوح نحو جنوب القطاع. وأفاد مستشفى العودة بإصابة 4 أشخاص بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات نتساريم وسط قطاع غزة، وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة شمالي قطاع غزة. وفي السياق، أكدت مصادر طبية استشهاد شابين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منطقة الشاكوش شمال غربي رفح جنوب قطاع غزة، كما أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 5 أشخاص بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح، بدوره، أكد مصدر في المستشفى المعمداني انتشال جثمان شهيد بعد قصف إسرائيلي على منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزة. هذه الأحداث المأساوية تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشها السكان المدنيون في غزة، وتؤكد الحاجة الملحة إلى تدخل دولي فوري لوقف هذه الاعتداءات.

 

تدهور الأوضاع الصحية والبيئية

تسبب القصف الإسرائيلي المكثف وانقطاع الكهرباء ونفاد الوقود بخروج محطات المعالجة عن الخدمة، مما فاقم من المعاناة الإنسانية وضاعف من المخاطر البيئية المحدقة بالغزيين وانتشار الأوبئة والأمراض. تحولت بركة الشيخ رضوان في مدينة غزة من مرفق حيوي لتجميع مياه الأمطار إلى واحدة من أكبر برك الصرف الصحي في قطاع غزة. هذا التدهور البيئي يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، ويضاعف من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والدواء. هناك حاجة ماسة إلى توفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والبيئية في القطاع، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.

المطالبات بإنهاء الحرب وتحقيق السلام

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، تتصاعد المطالبات المحلية والدولية بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. يرى الكثيرون أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة هو تحقيق سلام عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة. وأضافوا: "82% من الجمهور يُؤيد اتفاقًا شاملًا. الأغلبية الساحقة تُطالب بإنهاء الحرب، ومغادرة غزة، وإعادة الجميع إلى ديارهم - فورًا". يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سياسي ينهي هذا الصراع الدامي.

 

حصيلة الخسائر والأضرار

خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، نحو 199 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع، فيما بلغت حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 (7843 شهيدا 27933 مصابا)، واستشهد 26 مواطنا و32 مصابا من طالبي المساعدات قرب المراكز الأمريكية ما رفع العدد منذ بداية عملها إلى 877 شهيدا و 5666 مصابا. هذه الأرقام المروعة تعكس حجم الكارثة التي حلت بقطاع غزة، وتؤكد الحاجة الملحة إلى تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للسكان المتضررين. كما يجب العمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.