تصريحات ترامب تعطي أملاً.. توقعات بعودة مفاوضات سد النهضة مجدداً
تفاؤل حذر يلوح في الأفق
تتزايد التكهنات بعودة محتملة لمفاوضات سد النهضة، وذلك في أعقاب تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أثارت جدلاً واسعاً حول دور الولايات المتحدة في هذا الملف الشائك. على الرغم من عدم وجود تفاصيل محددة حول طبيعة هذه التصريحات أو توقيتها، إلا أن مجرد الإشارة إلى إمكانية تدخل أمريكي جديد قد أعادت الأمل في إيجاد حل للأزمة المستمرة منذ سنوات. المفاوضات السابقة، التي رعتها الولايات المتحدة، وصلت إلى طريق مسدود، مما أثار مخاوف من تصعيد التوتر بين مصر والسودان وإثيوبيا.
دور أمريكي محتمل
تاريخياً، لعبت الولايات المتحدة دوراً محورياً في محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث المتنازعة. ومع ذلك، فإن التدخل الأمريكي السابق لم يحقق النتائج المرجوة، ويرجع ذلك جزئياً إلى التعقيدات الجيوسياسية والإقليمية المحيطة بالملف. يثير تدخل ترامب المحتمل تساؤلات حول الاستراتيجية التي سيتبعها، وما إذا كانت ستختلف عن النهج الذي اتبعته الإدارة الأمريكية السابقة. يعتقد بعض المحللين أن ترامب قد يتبنى موقفاً أكثر حزماً تجاه إثيوبيا، في محاولة للضغط عليها للتوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً يحمي حقوق مصر والسودان المائية. بينما يرى آخرون أن أي تدخل أمريكي يجب أن يكون متوازناً ومبنياً على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
تحديات أمام المفاوضات المرتقبة
بغض النظر عن الجهة التي سترعى المفاوضات المقبلة، فإن التحديات التي تواجهها لا تزال كبيرة. أهم هذه التحديات هو التوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، يضمن تدفقاً عادلاً ومنصفاً للمياه إلى دولتي المصب. كما أن هناك حاجة إلى آلية فعالة لتسوية المنازعات، تمنع أي تصعيد مستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تأخذ المفاوضات في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، وأن تعكس التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية في المنطقة.
مصر والسودان.. موقف موحد
تحافظ مصر والسودان على موقف موحد بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل استمرار إثيوبيا في ملء وتشغيل سد النهضة. تعتبر الدولتان أن السد يمثل تهديداً وجودياً لأمنهما المائي، وتطالبان بضمانات قانونية تحمي حقوقهما في مياه النيل. وقد أعربت الدولتان عن استعدادهما للعودة إلى المفاوضات، بشرط أن تكون جادة ومثمرة، وأن تفضي إلى حل عادل ودائم للأزمة. من جهة أخرى، تصر إثيوبيا على حقها في استكمال مشروع السد، وتعتبره ضرورياً لتلبية احتياجاتها التنموية. وتؤكد أنها ملتزمة بعدم الإضرار بمصالح دولتي المصب.
الأمل يظل قائماً
على الرغم من التحديات والعقبات، يظل الأمل قائماً في إمكانية التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة. التدخلات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تلك المحتملة من جانب الولايات المتحدة، يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق. ومع ذلك، فإن الحل النهائي يكمن في إرادة الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات بروح من التعاون والتفاوض، والبحث عن حلول مبتكرة تلبي مصالح الجميع. إن تحقيق الأمن المائي والاستقرار الإقليمي يتطلب جهوداً مشتركة وتنازلات متبادلة، وهو ما يجب أن يكون الهدف الأسمى لجميع الأطراف المعنية.