بيان من الرئاسة الروحية للدروز بعد وقف إطلاق النار بالسويداء

دعوة إلى السلام والاستقرار في السويداء

أصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية بياناً هاماً عقب إعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء. البيان، الذي صدر في أعقاب أيام عصيبة شهدتها المنطقة، يدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحث جميع الأطراف على تغليب صوت العقل والحكمة. تشدد الرئاسة الروحية على أهمية الحفاظ على وحدة الصف والنسيج الاجتماعي المتين الذي لطالما ميز محافظة السويداء، وتؤكد أن الخلافات مهما بلغت حدتها لا يمكن أن تكون مبرراً للعنف أو الاقتتال الداخلي. كما أعربت الرئاسة عن بالغ أسفها للخسائر البشرية التي نجمت عن الاشتباكات الأخيرة، وقدمت التعازي الحارة لأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. وناشدت الرئاسة الروحية جميع أبناء الطائفة الدرزية، وخاصة الشباب، بالتحلي بالصبر والمسؤولية، وعدم الانجرار وراء دعوات الفتنة والتحريض التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن في المنطقة. وشدد البيان على أن الحفاظ على الأمن والاستقرار هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، وأن التعاون والتكاتف هما السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

تأكيد على دور المصالحة والحوار

أكدت الرئاسة الروحية في بيانها على أهمية المصالحة والحوار كآلية أساسية لحل الخلافات وتسوية النزاعات. ودعت جميع الأطراف المعنية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتعبير عن مطالبهم ومخاوفهم بصراحة وشفافية، والتوصل إلى حلول توافقية ترضي الجميع. وأشارت الرئاسة الروحية إلى استعدادها التام للعب دور الوسيط النزيه والمحايد بين الأطراف المتنازعة، وتسهيل عملية الحوار والمصالحة. كما حثت الرئاسة الروحية الشخصيات الاجتماعية والوجهاء والأعيان في محافظة السويداء على الاضطلاع بدورهم في تهدئة النفوس، ونبذ العنف، والدعوة إلى السلام والتسامح. وشدد البيان على أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل المشاكل، وأن العنف لا يولد إلا العنف، وأن المصالحة هي الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. وأكدت الرئاسة الروحية على ثقتها بقدرة أبناء الطائفة الدرزية على تجاوز هذه المحنة، والعودة إلى سابق عهدهم من الوحدة والتآخي والتكاتف.

مطالبة بالتحقيق في الأحداث الأخيرة

طالبت الرئاسة الروحية في بيانها الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء مؤخراً، وكشف ملابساتها وتحديد المسؤولين عنها، وتقديمهم إلى العدالة. وأكدت الرئاسة الروحية على ضرورة محاسبة كل من تسبب في إراقة الدماء أو التحريض على العنف أو المساس بأمن واستقرار المنطقة. وشدد البيان على أن العدالة هي أساس السلام، وأن محاسبة المجرمين هي الضمانة الوحيدة لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة في المستقبل. كما دعت الرئاسة الروحية إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من الاشتباكات. وأكدت الرئاسة الروحية على ضرورة تعزيز سلطة القانون وفرض الأمن والنظام في جميع أنحاء محافظة السويداء، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع المواطنين.

دعوة إلى التكاتف الوطني

وجهت الرئاسة الروحية في بيانها نداءً إلى جميع القوى الوطنية والسياسية في سوريا إلى التكاتف والتعاون من أجل الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها واستقلالها. ودعت الرئاسة الروحية إلى نبذ الخلافات والصراعات، والتركيز على بناء مستقبل أفضل لسوريا، مستقبل يسوده السلام والعدل والمساواة والازدهار. وشدد البيان على أن سوريا هي وطن لجميع السوريين، وأن الحفاظ على وحدتها واستقرارها هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع. كما دعت الرئاسة الروحية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق تطلعاتهم في الحرية والكرامة والديمقراطية. وأكدت الرئاسة الروحية على دعمها الكامل لجهود المصالحة الوطنية، والسعي إلى تحقيق السلام الدائم في سوريا.

تأكيد على الثوابت الوطنية

اختتمت الرئاسة الروحية بيانها بالتأكيد على الثوابت الوطنية للطائفة الدرزية، وعلى التزامها بالوحدة الوطنية والسيادة السورية. وجددت الرئاسة الروحية العهد على مواصلة العمل من أجل خدمة سوريا وشعبها، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع. وشدد البيان على أن الطائفة الدرزية كانت وستظل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وأنها ستظل وفية لثوابتها وقيمها الوطنية. كما أكدت الرئاسة الروحية على دعمها الكامل للجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب، وعلى تقديرها لتضحياته في سبيل حماية الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره. ودعت الرئاسة الروحية جميع السوريين إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب والتطرف، والعمل معاً من أجل بناء سوريا قوية ومزدهرة. وتمنت الرئاسة الروحية أن يعم السلام والأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها.