أعربت فرنسا عن ترحيبها الحار بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء السورية. يأتي هذا الترحيب في ظل الجهود الدولية والإقليمية المستمرة لتهدئة الأوضاع المتدهورة في سوريا، والتي أثرت بشكل كبير على حياة المدنيين الأبرياء. تعتبر فرنسا أن هذا الاتفاق خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة، وتؤكد على أهمية الالتزام الكامل ببنوده من قبل جميع الأطراف المعنية. إن وقف إطلاق النار يمثل فرصة حقيقية لبدء حوار شامل يهدف إلى معالجة جذور الأزمة وإيجاد حل سياسي يضمن حقوق جميع السوريين.
لطالما كانت فرنسا داعمة لحل سياسي للأزمة السورية، وتؤمن بأن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار. تشدد فرنسا على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وتعارض أي تدخل خارجي يقوض هذه المبادئ. كما تؤكد على أهمية مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، وتدعم الجهود الدولية والإقليمية المبذولة في هذا الصدد. إن الوضع الإنساني في سوريا يظل مأساوياً، وتدعو فرنسا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين دون عوائق. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب السوري وأن يقدم له الدعم اللازم للتغلب على هذه المحنة.
ترى فرنسا أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو تحقيق مصالحة وطنية شاملة. يجب على جميع الأطراف السورية أن تنخرط في حوار جاد وبناء يهدف إلى بناء مستقبل أفضل لسوريا. يجب أن يكون هذا الحوار شاملاً ويمثل جميع أطياف المجتمع السوري، بما في ذلك النساء والشباب والأقليات. يجب أن يركز الحوار على معالجة القضايا الرئيسية التي تسببت في الأزمة، مثل الفساد والظلم والتهميش. يجب أن يتم ذلك في إطار عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة وتدعمها الدول الإقليمية والدولية المعنية.
إن فرنسا على استعداد لتقديم الدعم اللازم لهذه العملية، وتؤمن بأن سوريا تستحق مستقبلاً أفضل.
تعتبر السويداء منطقة ذات أهمية استراتيجية في سوريا، ولها تاريخ طويل من التعايش السلمي بين مختلف الطوائف. إن الحفاظ على الاستقرار في السويداء أمر ضروري لمنع انتشار العنف إلى مناطق أخرى في سوريا. تدعو فرنسا جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الموقف. يجب على المجتمع الدولي أن يراقب الوضع في السويداء عن كثب وأن يتدخل إذا لزم الأمر لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين. إن فرنسا على استعداد للعمل مع شركائها الدوليين والإقليميين لضمان تحقيق الاستقرار في السويداء وحماية المدنيين.
في الختام، تجدد فرنسا دعمها للشعب السوري وتؤكد على التزامها بالعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في سوريا. تعتبر فرنسا أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء خطوة إيجابية، ولكنها ليست نهاية المطاف. يجب على المجتمع الدولي أن يواصل جهوده لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق الاستقرار المستدام في المنطقة. فرنسا ستظل ملتزمة بدعم الشعب السوري في سعيه نحو مستقبل أفضل.