بين قصص الحب والحنين، أحيت المطربة حنان ماضي اللقاء الثاني من فعاليات المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، حيث استمتع الحشد الجماهيري داخل المسرح المكشوف برحلة غنائية عاطفية معها. استطاعت ماضي أن تأسر قلوب الحاضرين بصوتها العذب وإحساسها المرهف، مقدمةً باقة من أجمل أغانيها التي رسخت في ذاكرة جيل التسعينيات. لم يقتصر الحفل على استعادة الذكريات الجميلة، بل كان بمثابة احتفاء بالفن الأصيل والموسيقى الراقية التي لطالما تميزت بها حنان ماضي. الأجواء كانت مفعمة بالشوق والحنين إلى الماضي، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع كل أغنية قدمتها الفنانة، معبرين عن تقديرهم العميق لموهبتها وإسهاماتها في إثراء الساحة الغنائية العربية. كان واضحاً أن حنان ماضي ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب محبيها، وأن أغانيها خالدة تتجاوز حدود الزمن والمكان.
ومع دقات التاسعة مساء تحولت منصة العرض إلى آلة زمن انتقلت بمحبي الفنون الجادة إلى حقبة تسعينيات القرن الماضي، وبصوت حنان ماضي المرصع بالمشاعر الصادقة والمدموغ بطابع النقاء والأصالة انسابت كلمات أعمالها الشهيرة لتحيا في القلوب ذكريات سنوات ولّت، وبأداء يتميز بالفخامة الإبداعية غردت بـ إسكندرية الصبية، كان وكان، كسبنا مشاعرنا، آسيا، عدي الهوي، عصفور المطر، مين هي، شباك قديم، اللقاء الثاني، يا غريب، على نار هادية، البحر بيخطفني، قصة الأمس، ما فيش في الأغاني، سرسب، ليه ما أعرفش، ليلة عشق، شدى الضفاير، المال والبنون وتتر المسلسل الإذاعى سيدة الدارين. كل أغنية قدمتها حنان ماضي كانت تحمل في طياتها قصة وحكاية، مما أضفى على الحفل جواً من السحر والجمال. تفاعل الجمهور مع الأغاني لم يكن مجرد استماع، بل كان مشاركة وجدانية عميقة، حيث رددوا الكلمات مع الفنانة وتفاعلوا مع الإيقاعات بحماس. الأجواء كانت أشبه بليلة من ليالي الزمن الجميل، حيث اجتمع الفن الأصيل والجمهور العاشق للموسيقى في مكان واحد.
وكانت قد أطلقت دار الأوبرا المصرية نشاطها الصيفى بأولى حفلات المهرجان الصيفى للموسيقى والغناء والذى أحياه المنشد الشيخ محمود التهامى والموسيقار فتحى سلامة مساء الجمعة. هذا المهرجان يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها دار الأوبرا المصرية سنوياً، حيث يهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من العروض الموسيقية والغنائية التي تلبي أذواق مختلف الجماهير. يشارك في المهرجان نخبة من الفنانين والموسيقيين المصريين والعرب، مما يجعله منصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب الفنية. دار الأوبرا المصرية تسعى من خلال هذا المهرجان إلى إحياء التراث الموسيقي العربي وتقديمه في صورة عصرية، بالإضافة إلى دعم المواهب الشابة وتشجيعها على الإبداع والابتكار. المهرجان يمثل فرصة رائعة للجمهور للاستمتاع بأجمل الأغاني والموسيقى في أجواء صيفية ممتعة.
ولأول مرة تقدم دار الأوبرا حفلات مهرجانها باستاد الإسكندرية هذا العام، بمشاركة عدد من النجوم منهم إيهاب توفيق وهشام عباس، نسمة عبد العزيز، وخالد سليم. هذه الخطوة تعكس حرص دار الأوبرا على توسيع نطاق فعالياتها والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور في مختلف أنحاء البلاد. اختيار استاد الإسكندرية كأحد المواقع الرئيسية للمهرجان يتيح استيعاب أعداد كبيرة من الحضور، مما يساهم في تعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور. مشاركة نخبة من النجوم المعروفين تضمن جذب اهتمام واسع النطاق للمهرجان، وتسهم في الترويج له على نطاق أوسع. دار الأوبرا المصرية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى جعل الفن والموسيقى في متناول الجميع، وإتاحة الفرصة للجمهور للاستمتاع بأجمل العروض في مواقع مختلفة.
بإحياء حفلها في دار الأوبرا، أكدت حنان ماضي على مكانتها كواحدة من أبرز نجمات جيل التسعينيات، ونجحت في استعادة ذكريات جميلة لدى جمهورها العريض. الحفل كان بمثابة تكريم لمسيرة فنية حافلة بالإنجازات، وتأكيد على أن الفن الأصيل لا يشيخ ولا يفقد بريقه. حنان ماضي استطاعت بصوتها وإحساسها أن تخلق حالة من الانسجام والتواصل مع الجمهور، وأن تقدم لهم ليلة لا تنسى. دار الأوبرا المصرية بدورها قدمت من خلال هذا الحفل دعماً للفن الأصيل والموسيقى الراقية، وأكدت على دورها الرائد في إثراء الحياة الثقافية والفنية في مصر. نتطلع إلى المزيد من الفعاليات المماثلة التي تجمع بين الفنانين والجمهور في أجواء من الفرح والبهجة.