تولي الهيئة الوطنية اهتماماً بالغاً بضمان مشاركة جميع المواطنين في العملية الانتخابية، بمن فيهم كبار السن وذوو الإعاقة. إدراكاً منها للتحديات التي قد تواجه هذه الفئات في الوصول إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، تعمل الهيئة على توفير سلسلة من التسهيلات والإجراءات التي تهدف إلى تذليل هذه العقبات وتمكينهم من ممارسة حقهم الدستوري في التصويت بسهولة ويسر. هذا الالتزام يعكس رؤية شاملة ترى في المشاركة السياسية حقاً أساسياً للجميع، بغض النظر عن العمر أو القدرات البدنية. وتعتبر الهيئة أن تحقيق هذه المشاركة الكاملة والمتساوية هو جوهر الديمقراطية الحقيقية ويعزز من شرعية العملية الانتخابية برمتها. إن هذه التسهيلات ليست مجرد إجراءات فنية، بل هي تعبير عن تقدير المجتمع لهذه الفئات وتقديراً لدورها الحيوي في بناء مستقبل الوطن. وتشمل هذه الجهود التعاون مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني المتخصصة في رعاية كبار السن وذوي الإعاقة، لضمان وصول المعلومات والتسهيلات إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهدفين. كما يتم العمل على تدريب العاملين في مراكز الاقتراع على كيفية التعامل مع كبار السن وذوي الإعاقة وتقديم المساعدة اللازمة لهم بكل احترام وتقدير.
تسهيلات الوصول إلى مراكز الاقتراع
من أبرز التسهيلات التي تقدمها الهيئة الوطنية، توفير مراكز اقتراع مجهزة وميسرة الوصول لكبار السن وذوي الإعاقة. يشمل ذلك توفير منحدرات للكراسي المتحركة، ومواقف سيارات قريبة من المداخل، ودورات مياه مجهزة، ومقاعد مريحة للانتظار. بالإضافة إلى ذلك، يتم توفير مساعدين مدربين لمساعدة الناخبين من كبار السن وذوي الإعاقة في التنقل داخل مركز الاقتراع وملء أوراق التصويت إذا لزم الأمر. كما يتم توفير كراسي متحركة في مراكز الاقتراع لمن يحتاجون إليها، وتوفير مترجمين للغة الإشارة للصم والبكم. وتحرص الهيئة على أن تكون جميع التعليمات والإرشادات المتعلقة بالتصويت واضحة وسهلة الفهم، مع توفير نسخ مكبرة من أوراق التصويت للمكفوفين وضعاف البصر. وتسعى الهيئة أيضاً إلى توزيع مراكز الاقتراع بشكل يضمن سهولة الوصول إليها من مختلف المناطق، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات كبار السن وذوي الإعاقة الذين قد يواجهون صعوبة في التنقل لمسافات طويلة. وفي بعض الحالات، يتم توفير خدمة النقل المجاني لكبار السن وذوي الإعاقة من وإلى مراكز الاقتراع، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية. كل هذه الإجراءات تهدف إلى خلق بيئة انتخابية شاملة ومتاحة للجميع، بغض النظر عن قدراتهم البدنية أو الحسية.
التوعية والتثقيف الانتخابي
لا تقتصر جهود الهيئة الوطنية على توفير التسهيلات المادية في مراكز الاقتراع، بل تمتد لتشمل حملات توعية وتثقيف انتخابي تستهدف كبار السن وذوي الإعاقة بشكل خاص. تهدف هذه الحملات إلى تعريفهم بحقوقهم الانتخابية، وشرح كيفية الإدلاء بأصواتهم، والإجابة على أي أسئلة أو استفسارات قد تكون لديهم. تستخدم الهيئة في هذه الحملات وسائل إعلام مختلفة، بما في ذلك التلفزيون والإذاعة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وورش عمل في أماكن يسهل الوصول إليها من قبل كبار السن وذوي الإعاقة، مثل دور الرعاية والجمعيات المتخصصة. كما يتم إنتاج مواد توعوية خاصة بلغة الإشارة للمواطنين الصم والبكم، ومواد صوتية للمكفوفين وضعاف البصر. وتحرص الهيئة على أن تكون هذه المواد التوعوية واضحة ومبسطة وسهلة الفهم، مع التركيز على أهمية المشاركة الانتخابية ودورها في بناء مستقبل الوطن. وتتعاون الهيئة أيضاً مع منظمات المجتمع المدني المتخصصة في رعاية كبار السن وذوي الإعاقة في تنفيذ هذه الحملات التوعوية، وذلك لضمان وصول المعلومات إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهدفين. وتعتبر الهيئة أن التوعية والتثقيف الانتخابي هما عنصران أساسيان لتمكين كبار السن وذوي الإعاقة من ممارسة حقهم في التصويت بوعي ومسؤولية.
التعاون مع منظمات المجتمع المدني
تؤمن الهيئة الوطنية بأهمية التعاون مع منظمات المجتمع المدني المتخصصة في رعاية كبار السن وذوي الإعاقة، وتعتبرها شريكاً أساسياً في تحقيق أهدافها المتعلقة بتمكين هذه الفئات من المشاركة في العملية الانتخابية. تتعاون الهيئة مع هذه المنظمات في مختلف المجالات، بما في ذلك تحديد احتياجات كبار السن وذوي الإعاقة، وتصميم وتنفيذ البرامج والمشاريع التي تلبي هذه الاحتياجات، وتقييم أثر هذه البرامج والمشاريع. كما تستفيد الهيئة من خبرة هذه المنظمات في مجال التوعية والتثقيف الانتخابي، وتعتمد عليها في الوصول إلى كبار السن وذوي الإعاقة في مختلف المناطق. وتحرص الهيئة على إشراك منظمات المجتمع المدني في جميع مراحل العملية الانتخابية، من التخطيط والإعداد إلى التنفيذ والمتابعة. وتعتبر الهيئة أن هذا التعاون يساهم في ضمان أن تكون الإجراءات والتسهيلات التي تقدمها لكبار السن وذوي الإعاقة فعالة ومناسبة، وأن تلبي احتياجاتهم الحقيقية. كما يساهم هذا التعاون في بناء الثقة بين الهيئة الوطنية وكبار السن وذوي الإعاقة، وتشجيعهم على المشاركة في العملية الانتخابية. وتؤكد الهيئة على أنها ستواصل تعزيز هذا التعاون في المستقبل، وتوسيع نطاقه ليشمل المزيد من المنظمات والمجالات.
ضمان النزاهة والشفافية
تؤكد الهيئة الوطنية على التزامها بضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، وحماية حقوق جميع الناخبين، بمن فيهم كبار السن وذوي الإعاقة. تتخذ الهيئة جميع الإجراءات اللازمة لمنع أي شكل من أشكال التمييز أو التلاعب أو التزوير، وتضمن أن يتمكن جميع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بحرية وسرية. كما توفر الهيئة آليات للشكاوى والتظلمات، وتضمن معالجة أي شكوى أو تظلم بشكل عادل وشفاف. وتحرص الهيئة على مراقبة العملية الانتخابية من قبل مراقبين محليين ودوليين، وتتعاون معهم في ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات. وتؤكد الهيئة على أنها ستتخذ أقصى الإجراءات القانونية ضد أي شخص يحاول المساس بنزاهة العملية الانتخابية أو حقوق الناخبين. وتعتبر الهيئة أن ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات هو أساس الديمقراطية الحقيقية، وأنه يساهم في بناء الثقة بين المواطنين والحكومة. وتدعو الهيئة جميع المواطنين، بمن فيهم كبار السن وذوي الإعاقة، إلى المشاركة في العملية الانتخابية والإدلاء بأصواتهم، والمساهمة في بناء مستقبل الوطن.