يؤثر ارتفاع ضغط الدم، أو ما يُعرف بفرط ضغط الدم، على ما يقرب من 1.28 مليار بالغ حول العالم، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص لا يدركون إصابتهم بهذه الحالة. يُعرف ارتفاع ضغط الدم غالبًا بـ "القاتل الصامت"، نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة في كثير من الحالات. هذا يجعل القياس المنتظم لضغط الدم أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر والعلاج المناسب. ومع ذلك، يرتكب الكثيرون أخطاءً شائعة أثناء قياس ضغط الدم في المنزل، مما قد يؤدي إلى قراءات غير دقيقة وبالتالي قرارات علاجية خاطئة. في هذا المقال، سنستعرض سبعة أخطاء شائعة يجب تجنبها للحصول على قراءات دقيقة لضغط الدم.

 

1. استخدام الكفة غير المناسبة

أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا هو استخدام كفة غير مناسبة لحجم الذراع. الكفة الصغيرة جدًا أو الكبيرة جدًا يمكن أن تؤدي إلى قراءات غير دقيقة. الكفة الصغيرة جدًا قد تعطي قراءة أعلى من القراءة الفعلية، بينما الكفة الكبيرة جدًا قد تعطي قراءة أقل. لضمان دقة القياس، يجب اختيار الكفة التي تغطي حوالي 80٪ من محيط الذراع العلوي. من المهم أيضًا وضع الكفة على الذراع مباشرة، وتجنب وضعها فوق الملابس، حيث يمكن أن يضيف ذلك نقاطًا إضافية إلى القياس. تأكد دائمًا من أن الكفة مُحكمة وموضوعة على الجزء العلوي من الذراع، وليس على المعصم، إلا إذا كنت تستخدم جهاز معصم معتمد.

 

2. التحدث أو إجراء محادثة أثناء القياس

الهدوء والسكينة هما المفتاح للحصول على قراءة دقيقة لضغط الدم. التحدث أو الحركة أثناء القياس يمكن أن يرفع ضغط الدم بشكل مؤقت. يجب البقاء ساكنًا وصامتًا أثناء نفخ وتفريغ الكفة. قد يضيف الكلام 10-15 ملم زئبق إلى القراءات. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب أي مشتتات، مثل إشعارات الهاتف أو ضوضاء الخلفية، حيث يمكن أن تؤثر على النتائج. للحصول على قياسات دقيقة، تأكد من أنك في منطقة هادئة وخالية من أي مشتتات.

 

3. عدم إفراغ المثانة قبل قياس ضغط الدم

قد يبدو الأمر غير مهم، ولكن امتلاء المثانة أثناء قياس ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع خاطئ في القراءات. عندما تمتلئ المثانة، ترسل إشارات إلى الدماغ تُشير إلى الحاجة للتبول، وقد يؤدي هذا إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي. ونتيجة لذلك، قد يرتفع معدل ضربات القلب قليلاً وتنقبض الأوعية الدموية، مما قد يُسبب ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم بمقدار 10-15 ملم زئبق. لذلك، من الضروري إفراغ المثانة قبل قياس ضغط الدم للحصول على قراءة دقيقة.

 

4. وضع الذراع بشكل غير الصحيح

يؤثر وضع الذراع بشكل كبير على قراءات ضغط الدم. يجب أن يكون الذراع في مستوى القلب، وأن يُسند على سطح مستوٍ، مع توجيه راحة اليد لأعلى. إذا وضعت الذراع عاليًا جدًا أو منخفضًا جدًا، فقد يؤدي ذلك إلى رفع أو خفض القراءة. وفقًا للجمعية الطبية الأمريكية، فإن عدم دعم الذراع بمستوى القلب قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم بمقدار 10 ملم زئبق. تأكد من أن الذراع مسترخية ومدعومة بشكل صحيح للحصول على قراءة دقيقة.

 

5. وضع الساقين فوق بعضهما

يجلس الكثير من الناس، دون علمهم، بشكل غير صحيح أثناء قياس ضغط الدم، وغالبًا ما يكونون واضعين ساقًا فوق الأخرى. قد يبدو هذا الخطأ البسيط في وضعية الجلوس غير مؤذي، إلا أنه قد يؤثر سلبًا على قراءة ضغط الدم. وضع الساق فوق الأخرى يضغط على الأوعية الدموية في الفخذين وأسفل الساقين، مما يزيد من مقاومة تدفق الدم ويرفع ضغط الدم. يمكن أن يزيد وضع الساق فوق الأخرى الضغط بمقدار 2-8 ملم زئبق. لذلك، من المهم تجنب هذه الوضعية أثناء قياس ضغط الدم والجلوس مع وضع القدمين بشكل مسطح على الأرض.

 

6. الظهر والقدمين غير مدعومين

تلعب وضعية الجسم دورًا حاسمًا في قياس ضغط الدم. الجلوس بدون دعم للظهر يُشغّل عضلات الجذع والظهر، مما قد يُنشّط الجهاز العصبي الودي ويرفع بدوره معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل طفيف. كما أن عدم دعم الظهر قد يزيد من قراءة ضغط الدم بمقدار 5-10 ملم زئبق. وينطبق الأمر نفسه على القدمين المتدليتين، خاصة عند الجلوس على كرسي مرتفع. لذلك، يُعدّ إبقاء القدمين مسطحتين على الأرض ودعم الظهر أمرًا بالغ الأهمية لقياس ضغط الدم بدقة.

 

7. القياس في الوقت الخطأ

التوقيت عامل أساسيٌ عند قياس ضغط الدم. إذا قمت بقياس ضغط الدم مُباشرة بعد تناول الطعام أو شرب الكافيين أو التدخين أو ممارسة الرياضة، فقد يُؤثّر ذلك على النتائج. يُوصي الخبراء بتجنب ممارسة الرياضة والتدخين والكافيين قبل 30 دقيقة على الأقل من قراءة ضغط الدم، لأن جميعها قد تُؤدّي إلى ارتفاع مُؤقت في مُعدّل ضربات القلب وضغط الدم. كما يُمكن أن يُؤثّر التوتر أو ضيق النفس سلبًا على النتائج. لذلك يُرجى إجراء القياسات في بيئة هادئة وفي نفس الوقت تقريبًا كل يوم للحصول على قراءات متسقة وموثوقة.