تتألق دبي عالميا بناطحات سحابها الشاهقة ومشاريعها المستقبلية لكن خلف هذا البريق الحديث يكمن قلب ينبض بالتاريخ وعبق التراث الثقافي الأصيل فالإمارة ليست مجرد حداثة بل هي قصة عميقة الجذور تنتظر من يستمع إليها ومع مناسبة يوم التراث العالمي تصبح دعوة استكشاف كنوز دبي العريقة أكثر إلحاحا لنتعرف على الوجه الآخر لهذه المدينة المذهلة.
عبق الماضي في الفهيدي
يقف حصن الفهيدي شامخا كأقدم بناء قائم في دبي شاهدا حيا على تاريخها الممتد يعود بناؤه لعام 1787 ويحتضن اليوم متحف دبي الشهير الذي يستقطب آلاف الزوار يوميا داخل أسواره تنتقل عبر الزمن لتشاهد مجسمات بالحجم الطبيعي تصور الحياة التقليدية قبل اكتشاف النفط وتستكشف معارض تعرض قطعا أثرية نادرة بعضها يعود لآلاف السنين كما ترى الحرفيين وهم يمارسون مهن الأجداد إنه تجربة غامرة في ماضي الإمارة العريق ويعد نقطة انطلاق مثالية لفهم تطور دبي.
أسواق نابضة ودروس من الأمس
لا تكتمل رحلتك السياحية عبر دبي القديمة دون الانغماس في حيوية السوق القديم المعروف أيضا بسوق بر دبي أو سوق المنسوجات تعج أزقته الضيقة بمتاجر صغيرة تعرض كنوزا من الأقمشة الزاهية والملابس المطرزة والتحف والهدايا التذكارية الفريدة الأجواء هنا مفعمة بالحياة حيث يمكنك شراء المنسوجات اليدوية والمصنوعة آليا بأسعار جيدة خاصة إذا كنت تجيد فن المساومة وعلى مقربة يقع معلم تعليمي هام هو مدرسة الأحمدية أول مدرسة شبه نظامية تتيح لك استكشاف فصولها ومناهجها وتاريخ التعليم المبكر في دبي ومشاهدة تطور المنظومة التعليمية.
إطلالات تراثية ومياه تاريخية
للهروب نحو طبيعة وتاريخ مختلفين توجه إلى قرية حتا التراثية الجبلية التي تجسد تفاصيل الحياة القديمة وسط مناظر جبال الحجر الخلابة أو زر برج نهار الذي بني عام 1870 كبرج مراقبة واليوم يقف كحديقة تاريخية جميلة محاطا بأشجار النخيل وبالعودة إلى قلب المدينة يبرز خور دبي كشريان مائي حيوي قسم المدينة تاريخيا وربط ميناءها التجاري بالصحراء استمتع برحلة على متن قارب العبرة التقليدي وشاهد التقاء الماضي بالحاضر على ضفافه حيث ترسو قوارب الداو بجوار اليخوت الحديثة مشهد يجسد روح دبي المتجددة وهو مثالي للزيارات المسائية والاستمتاع بالأضواء الساحرة.