في تصريحات جديدة تسلط الضوء على التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، من أن الاتحاد قد يلجأ إلى فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الكبرى ("Big Tech") إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات التجارية الجارية مع الولايات المتحدة. جاءت هذه التصريحات في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز يوم 10 أبريل 2025.

 

لماذا يهدد الاتحاد الأوروبي؟

الخلافات حول الضرائب الرقمية ليست جديدة، لكنها تصاعدت بشكل كبير في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، التي تتبنى موقفًا حازمًا بشأن القضايا التجارية مع أوروبا. أحد أبرز النقاط الخلافية هو الرسوم والضرائب التي تفرضها الدول الأوروبية على عمالقة التكنولوجيا مثل "جوجل"، و"أمازون"، و"فيسبوك"، و"آبل". ترى هذه الشركات أن الضرائب الرقمية تمثل تمييزًا ضدها، بينما ترى دول الاتحاد الأوروبي أن هذه الشركات تستفيد بشكل غير عادل من الأسواق الأوروبية دون دفع حصص متناسبة من الضرائب.

 

ما هي الضرائب الرقمية؟

الضرائب الرقمية هي رسوم تُفرض على الإيرادات الناتجة عن الأنشطة الرقمية للشركات داخل الاتحاد الأوروبي، حتى لو كانت هذه الشركات لا تمتلك وجودًا فعليًا في المنطقة. الهدف من هذه الضرائب هو تحقيق "توازن أكثر عدلاً" في النظام الضريبي العالمي، حيث تسعى الدول الأوروبية إلى ضمان أن تدفع شركات التكنولوجيا الكبرى نصيبها العادل من الضرائب.

 

تصريحات فون دير لاين

فون دير لاين أكدت أن الاتحاد الأوروبي يفضل التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن الضرائب الرقمية من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). ومع ذلك، إذا استمرت واشنطن في معارضة هذه الإجراءات ولم تحقق المحادثات تقدمًا، فإن الاتحاد لن يتردد في اتخاذ خطوات أحادية الجانب. وقالت:
"نريد حلًا عالميًا لهذه القضية، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فلن نتردد في الدفاع عن مصالحنا الاقتصادية والسيادية."

 

ردود الفعل الأمريكية

من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة، إذا تم تنفيذها، إلى تصعيد التوترات التجارية بين الجانبين. إدارة ترامب سبق أن انتقدت السياسات التي تعتبرها "غير عادلة" تجاه الشركات الأمريكية، وحذرت من أن أي خطوات أحادية الجانب من قبل الاتحاد الأوروبي قد تؤدي إلى ردود فعل سلبية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية إضافية أو إجراءات اقتصادية أخرى.

 

ماذا يعني هذا للمستقبل؟

المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا تزال مستمرة، لكن الوقت يداهم الطرفين للتوصل إلى اتفاق. إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط قريبًا، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما قد يؤثر سلبًا على الأسواق العالمية والاستثمارات عبر الأطلسي.

 

الخلاصة

تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الكبرى يعكس تحديًا متزايدًا في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. في حين أن الحل الأمثل سيكون اتفاقًا عالميًا من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تصعيد جديد في التوترات التجارية. يبقى السؤال: هل سيتمكن الجانبان من تجاوز هذه الأزمة أم أننا على موعد مع حرب تجارية جديدة؟
المصدر