تواجه شركة لوتس البريطانية العريقة لصناعة السيارات الرياضية مجموعة من التحديات المعقدة التي دفعتها مؤخرا إلى إعلان جولة جديدة من تسريح الموظفين تأتي هذه الخطوة كجزء من عملية إعادة هيكلة أوسع تهدف من خلالها الشركة إلى تعزيز كفاءتها التشغيلية وضمان استدامتها على المدى الطويل وتعتبر الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا أحد العوامل الرئيسية الدافعة لهذه التغييرات الجذرية مما يسلط الضوء على البيئة التنافسية والتجارية الصعبة التي تعمل فيها الشركة حاليا خاصة مع التزامها بالتحول نحو مستقبل كهربائي مع الحفاظ على إرثها في المملكة المتحدة
إعادة هيكلة عمليات لوتس وتحديد نطاق التأثير
أوضحت شركة لوتس أن إجراءات إعادة الهيكلة وتسريح الموظفين المرتقبة ستتركز بشكل حصري على عمليات قسم لوتس كارز وهو القسم المسؤول عن إنتاج الطرازات الرياضية التقليدية مثل إميرا وإيفيجا الخارقة وذلك في مصنعها التاريخي بمنطقة هيثيل داخل المملكة المتحدة وبالتالي فإن هذه التخفيضات لن تمس عمليات قسم لوتس تيك الذراع التكنولوجي للشركة الذي يتولى مسؤولية إنتاج الطرازات الكهربائية الجديدة كليا مثل سيارة السيدان إميا وسيارة الدفع الرباعي إيليتر في منشآته الحديثة بالصين ويشير هذا التحديد الدقيق لنطاق التأثير إلى أن الضغوط الحالية تتركز بشكل أكبر على الجانب التقليدي من أعمال لوتس وعملياتها التصنيعية القائمة في بريطانيا والتي تواجه تحديات مباشرة تتعلق بالتكاليف والسياسات التجارية العالمية
الرسوم الجمركية الأمريكية كعامل ضغط رئيسي
شكلت الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترامب عاملا مؤثرا بشكل كبير على قرارات لوتس الأخيرة حيث أدت هذه الرسوم إلى تعقيد عمليات التصدير وزيادة التكاليف بشكل ملموس ويمكن تلخيص أبرز تداعيات هذه الرسوم كالتالي
-
فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية شاملة بنسبة خمسة وعشرين بالمئة على السيارات المستوردة ومن ضمنها سيارات لوتس القادمة من المملكة المتحدة
-
دفعت هذه الرسوم المرتفعة شركة لوتس إلى اتخاذ قرار صعب بوقف شحنات سيارتها الرياضية الجديدة إميرا إلى السوق الأمريكي بشكل مؤقت
-
جاء توقيت فرض هذه الرسوم غير مناسب على الإطلاق لشركة لوتس حيث تزامنت مع بدء تسليمات سيارة إميرا للعملاء في الولايات المتحدة بعد فترة من التأخيرات مما أثر سلبا على خطط الشركة التوسعية
-
اعترفت الشركة صراحة بأن هذه الرسوم الجمركية تعد أحد الأسباب الجوهرية التي دفعتها للشروع في عملية إعادة الهيكلة الحالية بهدف تخفيف الأعباء المالية
على الرغم من هذه التخفيضات والتحديات تؤكد لوتس على التزامها الراسخ تجاه عملياتها في المملكة المتحدة وتصف الشركة في تصريحاتها عملية إعادة الهيكلة بأنها خطوة استراتيجية ضرورية لا مفر منها لضمان بقاء الشركة وتحقيق النمو المستدام على المدى البعيد كما تسعى لوتس من خلال هذه الإجراءات إلى تعزيز التعاون وتقاسم الموارد بشكل أكثر فعالية مع الشركة الأم جيلي للاستفادة من قدراتها العالمية وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها لوتس لخفض الوظائف فقد أعلنت في نوفمبر من العام الماضي عن نيتها إلغاء ما يصل إلى مئتي وظيفة تم تخفيضها لاحقا إلى أربع وتسعين وظيفة فعلية تبعتها تسريحات إضافية في يناير من العام الحالي مما يعكس حجم الضغوط المتواصلة التي تواجهها الشركة في سعيها للتكيف مع متغيرات السوق العالمية الصعبة