تستعد شركة فولفو السويدية العريقة لصناعة السيارات لخطوة جريئة في عالم المركبات الكهربائية حيث تخطط لتبني أساليب تصنيع مبتكرة مستوحاة بشكل كبير من نهج شركة تسلا الرائدة يأتي هذا التوجه في وقت حاسم تسعى فيه فولفو لتعزيز مكانتها في سوق السيارات الكهربائية المتنامي وتحقيق هدفها الطموح بالتحول الكامل للكهرباء بحلول نهاية العقد الحالي ومن المتوقع أن تكون سيارة الكروس أوفر الكهربائية المنتظرة فولفو EX60 التي يترقب وصولها في عام 2026 هي أولى ثمار هذا التغيير الاستراتيجي في عمليات الإنتاج
ثورة في خطوط الإنتاج على غرار تسلا
تتمحور الفكرة الأساسية حول استخدام تقنية الصب العملاق أو ما يعرف بـ "جيجا كاستينغ" وهي عملية ابتكرتها وشهرتها تسلا تعتمد هذه التقنية على إنتاج أجزاء كبيرة جدا من هيكل السيارة كقطعة واحدة مصبوبة بدلا من تجميع عشرات أو حتى مئات القطع الصغيرة معا باللحام بالنسبة لفولفو ستركز المرحلة الأولى على إنتاج قسم الأرضية الخلفية لسياراتها الكهربائية المستقبلية المبنية على منصة الجيل الثالث الجديدة SPA3 كقطعة واحدة متكاملة هذا التحول يعد ثورة حقيقية في هندسة التصنيع
لماذا تتجه فولفو لهذا الأسلوب الجديد
الفوائد المترتبة على هذا النهج التصنيعي الجديد متعددة وجوهرية حسب تقرير لمجلة أوتوكار فإن استبدال حوالي 100 قطعة منفصلة بقطعة واحدة مصبوبة سيؤدي إلى تقليل عدد نقاط اللحام المطلوبة بنسبة هائلة تصل إلى 84 بالمئة وهذا لا يبسط عملية التجميع فحسب بل يساهم أيضا في خفض وزن هذا الجزء من السيارة بنسبة تقارب 50 بالمئة تخفيف الوزن يعتبر عاملا حاسما في السيارات الكهربائية لأنه ينعكس إيجابا على مدى القيادة وكفاءة استهلاك الطاقة بالإضافة إلى ذلك يساهم تبسيط عملية الإنتاج وخفض عدد المكونات في تقليل تكاليف التصنيع بشكل كبير وهو أمر حيوي في ظل المنافسة الشديدة
تخفيض التكاليف أمر بالغ الأهمية
أصبحت الحاجة الملحة لخفض تكاليف إنتاج السيارات الكهربائية أكثر وضوحا من أي وقت مضى خاصة مع تباطؤ نمو الطلب على المركبات الكهربائية مؤخرا في بعض الأسواق العالمية لاحظنا كيف أن شركات كبرى مثل مرسيدس بنز وجنرال موتورز وفورد أعادت تقييم استراتيجياتها الكهربائية وقررت إعطاء دفعة أكبر للسيارات الهجينة لمواجهة هذا التراجع المؤقت في الاهتمام بالكهرباء بالكامل بالنسبة لفولفو الملتزمة تماما بالتحول الكهربائي فإن القدرة على إنتاج سيارات كهربائية بتكلفة تنافسية ليست مجرد خيار بل ضرورة للبقاء والازدهار المنافسة تشتد يوما بعد يوم خاصة مع صعود العلامات التجارية الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار مغرية لذلك فإن إيجاد طرق مبتكرة لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف مثل التصنيع بالصب العملاق هو مفتاح نجاح فولفو في تحقيق أهدافها الطموحة كما أن هذه الطريقة تساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بعملية التصنيع نفسها
السيارة المنتظرة فولفو EX60 والتزام الشركة بالكهرباء
ستكون فولفو EX60 القادمة بمثابة الاختبار الحقيقي لهذا النهج الجديد في التصنيع ومن المتوقع أن تحتل هذه السيارة موقعا متوسطا في تشكيلة فولفو الكهربائية بين سيارة EX30 الكروس أوفر الأصغر وسيارة EX90 الـ SUV الأكبر حجما لتلبي احتياجات شريحة واسعة من العملاء يؤكد إريك سيفيرينسون رئيس برامج السيارات الجديدة واستراتيجية العمليات في فولفو على التزام الشركة الراسخ قائلا "ما يمكنني قوله هو أنه بحلول عام 2030 سنلتزم بأن نكون كهربائيين بالكامل وبحلول ذلك الوقت نحتاج إلى إعادة بناء مجموعة منتجاتنا بالكامل لجميع عملائنا وهذا يتطلب الكثير من السيارات الجديدة من الآن وحتى عام 2030" هذا التصريح يوضح حجم التحدي والطموح الذي تقوده فولفو
الفوائد المتوقعة من التصنيع المبتكر
يمكن تلخيص المزايا الرئيسية لتبني فولفو تقنية الصب العملاق المستوحاة من تسلا في النقاط التالية
-
تبسيط عملية الإنتاج: تقليل عدد الخطوات والمكونات المطلوبة في خط التجميع
-
خفض الوزن: يؤدي إلى تحسين مدى القيادة وكفاءة الطاقة
-
تقليل التكاليف: خفض تكاليف المواد والعمالة والطاقة اللازمة للتصنيع
-
زيادة الصلابة الهيكلية: القطعة الواحدة المصبوبة قد توفر صلابة أفضل مقارنة بالأجزاء الملحومة المتعددة مما يعزز السلامة والأداء
-
تقليل البصمة الكربونية للإنتاج: عمليات تصنيع أبسط وأكثر كفاءة تعني انبعاثات أقل
نظرة نحو مستقبل فولفو الكهربائي
يمثل قرار فولفو بالاستعانة بتقنيات تصنيع رائدة مثل الجيجا كاستينغ خطوة استراتيجية ذكية تظهر مرونة الشركة وقدرتها على التعلم من رواد الصناعة مثل تسلا هذا التوجه لا يهدف فقط إلى مواكبة التطورات بل إلى التفوق من خلال الجمع بين الابتكار التصنيعي وقيم فولفو الأساسية المتمثلة في السلامة والجودة والاستدامة مع استعدادها لإطلاق منصة SPA3 الجديدة وتطبيق أساليب إنتاج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة تبدو فولفو في وضع جيد لمواجهة تحديات السوق وتحقيق رؤيتها لمستقبل كهربائي بالكامل بحلول عام 2030