تُعد غلّاية المياه الكهربائية، المعروفة بـ«الكاتيل»، من أكثر الأجهزة انتشارًا في كل منزل، إذ تُستخدم في أغراض متعددة، من بينها تحضير المشروبات الساخنة مثل الشاي والنسكافيه والليمون والنعناع وغيرها، خاصة في فصل الشتاء. كما يلجأ البعض إلى استخدامها في إعداد بعض أنواع الطعام التي تتطلب ماءً ساخنًا سريعًا. سهولة استخدامها وسرعتها في غلي الماء جعلتها جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي. ومع ذلك، فإن الاستخدام المتزايد لهذه الأداة يثير تساؤلات حول سلامتها وتأثيرها على صحة الإنسان. فبينما توفر الكاتيل الوقت والجهد، يجب أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدامها، خاصةً فيما يتعلق بمادة الصنع وتفاعلها مع الماء الساخن.
مخاطر الغلايات البلاستيكية
توجد أنواع عديدة من الغلايات الكهربائية، من بينها المصنوعة من البلاستيك، وتُعتبر من أخطر الأنواع نظرًا لتأثيرها السلبي على صحة الإنسان وما قد تسببه من أمراض خطيرة. كشفت دراسات متعددة أن البلاستيك يتفاعل مع الحرارة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل السرطان والعقم، وذلك وفقًا لما ذكره موقع «Healthline». هذه المخاطر تنبع من المواد الكيميائية التي قد تتسرب من البلاستيك إلى الماء عند تسخينه، خاصةً عند درجات حرارة عالية. بعض هذه المواد الكيميائية، مثل مادة البيسفينول أ (BPA)، تعتبر من المواد المخلة بالغدد الصماء، والتي يمكن أن تؤثر على الهرمونات في الجسم وتسبب مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل. وأظهرت أبحاث نُشرت في مجلة «Nature Food» أن الماء المغلي في غلاية بلاستيكية تقليدية قد يطلق أكثر من 10 ملايين جزيء بلاستيكي متناهي الصغر في لتر واحد من الماء المغلي، وتنتقل هذه الجزيئات إلى الفنجان عند إعداد الشاي أو القهوة. تخيل كمية البلاستيك التي تدخل جسمك يومياً إذا كنت تستخدم غلاية بلاستيكية بشكل منتظم! هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة يمكن أن تتراكم في الجسم وتسبب التهابات مزمنة وتؤثر على وظائف الأعضاء المختلفة.
البدائل الآمنة للغلايات البلاستيكية
لتفادي الأضرار الناتجة عن استخدام الكاتيل البلاستيكي، يُنصح بشراء الأنواع الآمنة، مثل الكاتيل المصنوع من مادة الاستانلس ستيل أو الزجاج الحراري، نظرًا لعدم تفاعلهما مع الماء المغلي. الاستانلس ستيل يعتبر خيارًا ممتازًا لأنه مقاوم للصدأ ولا يتفاعل مع الماء حتى في درجات الحرارة العالية. الزجاج الحراري أيضاً يعتبر خياراً آمناً لأنه لا يحتوي على مواد كيميائية ضارة ولا يتسرب منها أي شيء إلى الماء. ومع ذلك، فإن الاستخدام المتكرر للكاتيل قد يسبب مخاطر أخرى نتيجة تفاعل الماء مع الألومنيوم والنيكل، وهي عناصر يصعب على الجسم التخلص منها، مما يؤدي إلى تراكم السموم والتأثير السلبي على الجهاز العصبي. لذلك، من المهم اختيار غلاية مصنوعة من الاستانلس ستيل عالي الجودة الذي يحتوي على نسبة منخفضة من النيكل.
نصائح للاستخدام الآمن للكاتيل
بالإضافة إلى اختيار نوع الغلاية المناسب، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل المخاطر المحتملة. أولاً، يجب التأكد من تنظيف الغلاية بانتظام لإزالة أي ترسبات أو رواسب قد تتراكم بداخلها. يمكن استخدام الخل الأبيض لتنظيف الغلاية بشكل طبيعي وفعال. ثانياً، يجب تجنب ملء الغلاية بكمية ماء أكبر من الحاجة، حيث أن الماء الزائد قد يتبخر ويترك رواسب معدنية. ثالثاً، يجب عدم ترك الماء المغلي في الغلاية لفترة طويلة، حيث أن ذلك قد يزيد من احتمالية تفاعل الماء مع مادة الغلاية. رابعاً، يُفضل استخدام الماء المفلتر بدلاً من ماء الصنبور، حيث أن الماء المفلتر يحتوي على نسبة أقل من المعادن والشوائب التي قد تتراكم في الغلاية. خامساً، يجب استبدال الغلاية بشكل دوري، خاصةً إذا ظهرت عليها أي علامات تلف أو تآكل.
رأي الخبراء حول مخاطر الكاتيل
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، خطورة الغلاية الكهربائية على الصحة، مشيراً إلى أهمية اختيار الأنواع الآمنة والالتزام بالنصائح المذكورة أعلاه لتقليل المخاطر المحتملة. وأكد على أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتخاذ خطوات بسيطة يمكن أن يحمينا من الأمراض الخطيرة. من المهم أيضاً البحث عن معلومات موثوقة من مصادر علمية قبل اتخاذ أي قرار بشأن استخدام أي جهاز كهربائي، بما في ذلك الغلاية الكهربائية. فالوعي بالمخاطر المحتملة واتباع الإرشادات الصحيحة يمكن أن يساعدنا على الاستمتاع بفوائد هذه الأداة دون تعريض صحتنا للخطر.