تشهد ساحة الألعاب السحابية تطورا سريعا وتعد خدمة اكس بوكس كلاود جيمنج من مايكروسوفت لاعبا رئيسيا في هذا المضمار حيث يزداد الاعتماد عليها شهرا بعد شهر ويعكس هذا النمو تحولا استراتيجيا لمايكروسوفت نفسها التي باتت تركز بشكل واضح على قوة البرمجيات ونموذج الاشتراكات أكثر من تركيزها التقليدي على بيع الأجهزة أو وحدات التحكم

الهواتف الذكية الخيار البديهي ولكن 

عند التفكير في الألعاب السحابية يتبادر إلى الذهن فورا سيناريو اللعب أثناء التنقل باستخدام الهاتف الذكي يبدو الأمر منطقيا تماما فالهدف هو تحرير اللاعب من قيود جهاز الكمبيوتر أو جهاز الكونسول المنزلي والسماح له بالاستمتاع بألعابه المفضلة في أي مكان يتوفر فيه اتصال جيد بالإنترنت لكن الواقع قد يكون مختلفا عما يتوقعه الكثيرون

المفاجأة الكبرى الاستخدام المنزلي يهيمن

كشفت البيانات التي تم عرضها خلال مؤتمر مطوري الألعاب الأخير في ديسمبر عن حقيقة قد تكون مفاجئة لقطاع واسع من اللاعبين ومتابعي الصناعة حيث تبين أن الغالبية العظمى من استخدام خدمة اكس بوكس كلاود جيمنج لا تتم أثناء التنقل بل تحدث داخل المنازل وأن الأجهزة الأكثر شيوعا للوصول إلى الخدمة ليست الهواتف الذكية كما قد يُعتقد

اكس بوكس ون يحصل على حياة جديدة بفضل السحابة

يأتي جهاز اكس بوكس ون القديم نسبيا في طليعة الأجهزة المستخدمة للعب السحابي والسبب واضح ومقنع فالعديد من مالكي هذا الجهاز يستفيدون من قوة السحابة لتجربة ألعاب الجيل الجديد المصممة لمنصات اكس بوكس سيريس اكس واس والتي لا يمكن تشغيلها مباشرة على أجهزتهم القديمة وبهذا تمنحهم الخدمة السحابية فرصة للاستمتاع بأحدث العناوين دون الحاجة إلى شراء جهاز جديد فورا

شاشات التلفاز الذكية تتحول لمنصات لعب سحابية

إلى جانب اكس بوكس ون برزت أجهزة التلفاز الذكية كوجهة مفضلة أخرى للاعبين السحابيين خاصة تلك التي تنتجها شركات رائدة مثل سامسونج وال جي لقد تحولت هذه الشاشات الكبيرة بفضل دمج تطبيقات الألعاب السحابية مباشرة فيها إلى مراكز ترفيه متكاملة تتيح للمستخدمين الانتقال بسلاسة بين مشاهدة الأفلام والمسلسلات والغوص في عوالم ألعاب اكس بوكس دون الحاجة لأي جهاز إضافي تقريبا

تحديات تعيق تجربة اللعب السحابي على الهواتف

رغم الإمكانيات الواعدة للهواتف الذكية في مجال الألعاب السحابية إلا أن التجربة على هذه الأجهزة لا تزال تواجه بعض العقبات المهمة كما أشار تقرير حديث نشره جيز كوردن من موقع ويندوز سنترال ومن أبرز هذه التحديات

  • صعوبة التحكم لا تزال شاشات اللمس تمثل تحديا للعديد من الألعاب المعقدة المصممة أساسا لوحدات التحكم التقليدية

  • مشكلة الأبعاد العديد من الألعاب مصممة بنسبة عرض إلى ارتفاع تبلغ 16:9 وهو ما لا يتوافق تماما مع شاشات معظم الهواتف الذكية الحديثة مما يؤدي إلى ظهور أشرطة سوداء مزعجة على جانبي الشاشة

  • محاولات خارجية حاولت شركات مثل ريزر معالجة مشكلة الأبعاد بأجهزتها لكنها تبقى حلولا غير مدمجة مباشرة في تجربة اكس بوكس كلاود جيمنج الأساسية

مايكروسوفت تضع خططا للمستقبل المحمول

تدرك مايكروسوفت هذه التحديات وتعمل على إيجاد حلول لتعزيز تجربة الألعاب السحابية خاصة على الأجهزة المحمولة وتشير الشائعات المتزايدة بقوة إلى أن الشركة تخطط لإطلاق جهاز اكس بوكس محمول مخصص قد يغير قواعد اللعبة كما تعمل الشركة على تحسين جودة الرسومات ودقة العرض على الشاشات الصغيرة بشكل عام

مشروع كينان وجهاز اكس بوكس المحمول المرتقب

ضمن جهودها لتطوير الحلول المحمولة تتعاون مايكروسوفت مع شركة أسوس في مشروع يحمل الاسم الرمزي بروجكت كينان وتشير التسريبات إلى أن الجهاز المحمول الجديد قد يعمل بنظام تشغيل ويندوز مماثل لذلك المستخدم في جهاز اسوس روج الاي مع تزويده بواجهة مستخدم مخصصة مستوحاة من واجهات أجهزة اكس بوكس المنزلية هذه الواجهة قد تتيح للاعبين الوصول بسهولة إلى مكتبات ألعابهم ليس فقط من اكس بوكس بل أيضا من منصات أخرى شهيرة مثل ستيم وايبك جيمز كل ذلك من شاشة واحدة

أرقام مذهلة وإمكانيات غير مستغلة

على الرغم من التحديات التي تواجه التجربة على الهواتف الذكية تستمر خدمة اكس بوكس كلاود جيمنج في جذب أعداد هائلة من اللاعبين وتحقيق أرقام استخدام مذهلة ففي الربع الأخير من عام 2024 وحده سجلت الخدمة أكثر من 140 مليون ساعة لعب وهو رقم يعكس بوضوح مدى جاذبيتها وقبولها لدى قاعدة اللاعبين ومع ذلك يبقى سوق الأجهزة المحمولة وتحديدا الهواتف الذكية مجالا خصبا يحمل إمكانيات هائلة للنمو لم تستغلها مايكروسوفت بالكامل بعد مما يترك الباب مفتوحا لابتكارات وتحسينات مستقبلية قد تعيد تشكيل مشهد الألعاب السحابية المحمولة