أبدى الدكتور عمرو السمدوني سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات المرموقة بغرفة القاهرة التجارية قلقه العميق إزاء السياسات الجمركية الجديدة التي تبنتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب وصف السمدوني هذه الإجراءات بأنها تمثل تحديا مباشرا للأسس التي يقوم عليها النظام التجاري العالمي وتحديدا اتفاقية الجات الشهيرة التي سعت لعقود إلى تنظيم وتسهيل حركة التجارة بين الدول معربا عن مخاوف جدية من تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي برمته

خرق واضح لمبادئ الجات

شدد السمدوني في تصريحاته على أن الإجراءات الجمركية الإضافية التي فرضتها واشنطن لا يمكن اعتبارها إلا خرقا صريحا لمبادئ اتفاقية الجات وأوضح أن جوهر الاتفاقيات التجارية الدولية مثل الجات يكمن في السعي نحو تخفيض وإزالة الحواجز الجمركية تدريجيا بهدف تعزيز التبادل التجاري وتحقيق النمو الاقتصادي المشترك وبالتالي فإن فرض رسوم إضافية بشكل أحادي يقوض هذه المبادئ من أساسها ويعيد شبح الحمائية التجارية إلى الواجهة

تحول خطير يهدد النظام التجاري العالمي

لم يتردد السمدوني في وصف هذه السياسات الأمريكية بأنها تشكل منعطفا خطيرا في مسار التجارة الدولية محذرا من أنها ترسم ملامح تحول قد يقوض استقرار النظام التجاري الذي بني على مدى عقود طويلة وأشار إلى أن استقرار هذا النظام يعتمد بشكل كبير على التزام الدول الأعضاء بالقواعد المتفق عليها والشفافية في الإجراءات التجارية وأي خروج عن هذا الإطار يهدد بزعزعة الثقة بين الشركاء التجاريين ويفتح الباب أمام حالة من الفوضى التجارية

تناقض صريح مع تحرير التجارة الدولية

أكد سكرتير عام شعبة النقل الدولي أن الهدف الأسمى من وراء اتفاقيات تحرير التجارة هو إزالة كافة أشكال القيود الجمركية وغير الجمركية لتسهيل انسياب السلع والخدمات عبر الحدود وأضاف أن فرض الولايات المتحدة لرسوم إضافية يتناقض بشكل مباشر وجوهري مع هذا الهدف بل ويعمل في الاتجاه المعاكس تماما مما يعيق حركة التجارة ويرفع تكاليفها على المنتجين والمستهلكين على حد سواء ويضعف من القدرة التنافسية للعديد من الصناعات

شبح الحرب التجارية يلوح في الأفق

حذر الدكتور السمدوني من أن مثل هذه السياسات الحمائية أحادية الجانب قد لا تمر مرور الكرام لافتا إلى أنها قد تستدعي ردود فعل مماثلة من قبل الدول الأخرى المتضررة وأوضح أن هذا السيناريو ينذر بالدخول في حلقة مفرغة من الإجراءات والإجراءات المضادة وهو ما يعرف بالحرب التجارية التي لن يكون فيها أي طرف رابحا بل ستؤدي حتما إلى تصاعد التوترات التجارية العالمية وإحداث اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق تؤثر سلبا على النمو العالمي

الصادرات المصرية إلى أمريكا تحت المجهر 

سلط السمدوني الضوء على الأهمية الخاصة للعلاقات التجارية بين مصر والولايات المتحدة مشيرا إلى أن حجم الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية بلغ رقما لافتا يقدر بنحو 225 مليار دولار خلال عام 2024 وهذا الرقم يعكس حجم الاعتماد المتبادل وأهمية استقرار العلاقات التجارية بين البلدين بالنسبة للاقتصاد المصري وأي اضطراب في هذه العلاقات بسبب الإجراءات الجمركية الجديدة قد يؤثر سلبا على هذا الرقم الهام وعلى الشركات المصرية المصدرة

تداعيات اقتصادية واسعة النطاق محتملة

نبه السمدوني إلى أن التأثيرات السلبية لهذه الإجراءات لن تقتصر على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بل ستمتد لتشمل الاقتصاد العالمي ككل ويمكن تلخيص أبرز التداعيات المحتملة في النقاط التالية

  • ارتفاع تكاليف السلع: الرسوم الإضافية ستؤدي حتما إلى زيادة أسعار المنتجات المستوردة في السوق الأمريكية وقد تنعكس أيضا على أسعار السلع عالميا

  • تعطل سلاسل الإمداد: قد تضطر الشركات إلى إعادة هيكلة سلاسل إمدادها بحثا عن بدائل أقل تكلفة أو لتجنب الرسوم مما يسبب اضطرابا مؤقتا أو دائما

  • تباطؤ الاستثمارات: حالة عدم اليقين التجاري الناتجة عن هذه السياسات قد تدفع الشركات إلى تأجيل أو إلغاء خططها الاستثمارية

  • تأثير سلبي على النمو الاقتصادي: الحروب التجارية والتوترات تقلل من حجم التجارة العالمية وتعيق النمو الاقتصادي في مختلف الدولة