في حادثة تثير الجدل مجددا حول سلامة تقنيات القيادة الذاتية وجدت سيارة تيسلا موديل 3 نفسها غارقة في بركة طينية عميقة على جانب الطريق وذلك بعد ان فقد سائقها السيطرة عليها اثناء تفعيل وضع القيادة الذاتية الكاملة المعروف باسم اف اس دي الحادث وقع في السابع والعشرين من اغسطس الماضي ليفتح باب التساؤلات حول المسؤولية الحقيقية هل يقع اللوم على نظام تيسلا المتطور ام على السائق الذي يفترض ان يظل متيقظا
تفاصيل الحادث المؤسف غرق سيارة تيسلا موديل 3
التحقيقات الاولية ومقاطع الفيديو المسجلة من كاميرات السيارة تشير الى ان السبب المباشر للحادث هو مرور السيارة بسرعة عالية فوق بركة مياه كبيرة كانت تغطي جزءا كبيرا من الطريق هذا التجمع المائي ادى الى ظاهرة تعرف بالانزلاق المائي حيث تفقد الاطارات تماسكها مع سطح الطريق بسبب تكون طبقة من الماء بينهما ونتيجة لذلك انزلقت السيارة بشكل حاد وفقد السائق والنظام السيطرة تماما قبل ان تندفع المركبة خارج المسار لتستقر في بركة طينية مجاورة
دور نظام القيادة الذاتية الكاملة في الحادث
رغم انغرق السيارة كانت تعمل بوضع القيادة الذاتية الكاملة الا ان التقارير ترجح ان النظام لم يكن هو المسبب الرئيسي للحادث فالمشكلة الاساسية تكمن في الظروف المحيطة وسرعة السيارة العالية التي بلغت حوالي مئة كيلومتر في الساعة عند دخولها منطقة المياه العميقة انظمة القيادة الذاتية الحالية بما فيها نظام تيسلا لا تزال تتطلب اشرافا بشريا وانتباها كاملا من السائق وهي غير مصممة للتعامل مع كل السيناريوهات الطارئة خصوصا الظروف الجوية القاسية او العوائق المفاجئة مثل برك المياه الكبيرة
تحذيرات الطريق المهملة ومسؤولية السائق
ما يزيد من تعقيد الموقف هو ان كاميرات السيارة رصدت وجود لافتة تحذيرية واضحة قبل الوصول الى موقع تجمع المياه هذه اللافتة كانت تنبه السائقين لوجود مياه على الطريق مما يستدعي تخفيف السرعة واتخاذ الحيطة والحذر تجاهل هذه اللافتة وعدم الانتباه الكافي للطريق يعتبر عاملا حاسما في وقوع الحادث فمسؤولية السائق تظل قائمة حتى مع تفعيل احدث انظمة المساعدة على القيادة فالانتباه الدائم هو خط الدفاع الاول لتجنب المخاطر
لماذا فقدت السيارة توازنها بهذه السهولة
السرعة العالية المقدرة بنحو مئة كيلومتر في الساعة كانت العامل الاكثر تاثيرا في فقدان السيطرة عند هذا المعدل من السرعة ودخول السيارة في بركة مياه يصبح الانزلاق المائي شبه حتمي حيث لا تستطيع الاطارات تصريف المياه بالسرعة الكافية للحفاظ على التماسك مع الاسفلت هذا يؤدي الى فقدان القدرة على التوجيه والتحكم في دفع السيارة مما يجعلها تنحرف بشكل خطير وغير متوقع تماما كما حدث مع سيارة الموديل 3 التي انزلقت يسارا نحو البركة الطينية
نية مقاضاة تيسلا والحكومة المحلية
على الرغم من الادلة التي تشير الى اهمال السائق وعدم الانتباه للتحذيرات اعلن مالك السيارة عن نيته مقاضاة كل من شركة تيسلا وحكومة المدينة المسؤولة عن الطريق يرى المالك ان هناك مسؤولية تقع على عاتق الشركة المصنعة للنظام وعلى الجهة المسؤولة عن صيانة الطريق وتصريف المياه ومع ذلك يبدو ان هناك سوء فهم لدور السائق الحيوي في مراقبة الطريق والتدخل عند الضرورة حتى عند استخدام انظمة القيادة المساعدة
الأضرار الناتجة عن الحادث
لحسن الحظ لم يتعرض السائق لاي اصابات جسدية جراء هذا الحادث المروع ولكن السيارة الكهربائية نفسها تعرضت لاضرار جسيمة تظهر الصور ان اكثر من نصف هيكل السيارة كان مغمورا بالمياه والطين في البركة العميقة وهذا يعني احتمالية كبيرة لتلف المنظومة الكهربائية الحساسة والبطاريات والمحركات مما قد يجعل اصلاحها مكلفا جدا او حتى مستحيلا
نصائح هامة لتجنب حوادث مماثلة
لتجنب الوقوع في مواقف خطيرة مشابهة ينصح الخبراء باتباع النقاط التالية
-
اليقظة الدائمة لا تعتمد كليا على انظمة القيادة الذاتية او المساعدة ابق عينيك على الطريق ويديك قريبة من المقود
-
تخفيف السرعة عند المياه عند ملاحظة اي تجمع مائي على الطريق قم بابطاء سرعتك بشكل كبير لتجنب الانزلاق المائي
-
الانتباه لللافتات التحذيرية اللافتات المرورية وجدت لسبب وجيه تجاهلها قد يؤدي الى عواقب وخيمة
-
فهم حدود التكنولوجيا انظمة المساعدة على القيادة ليست قيادة ذاتية كاملة بمعناها الحرفي لها حدود ويجب معرفتها
خاتمة وتذكير بالسلامة
تذكرنا حادثة تيسلا موديل 3 هذه بان التكنولوجيا مهما تطورت لا يمكنها ان تحل محل الانتباه والحكمة البشرية على الطريق تبقى مسؤولية القيادة الامنة على عاتق السائق اولا واخيرا الانتباه للظروف المحيطة واحترام قوانين السرعة والتحذيرات المرورية هي افضل ضمان لسلامتك وسلامة الاخرين على الطريق