في خطوة جريئة تعكس طموحاتها المتزايدة وريادتها التكنولوجية، كشفت عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "إكسبنج" (XPENG) الستار رسميًا عن أحدث إبداعاتها لعام 2025، سيارة الميني فان الفاخرة والذكية X9. لكن هذا الإطلاق لا يمثل مجرد إضافة جديدة لأسطول الشركة المتنامي، بل هو إعلان عن حقبة جديدة في عالم أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)، وذلك بفضل تقديم نظام "Pure Vision" (الرؤية النقية) المبتكر، الذي يعد بتغيير قواعد اللعبة في مجال القيادة الذاتية.
X9: ليست مجرد MPV، بل تحفة تكنولوجية متنقلة
تأتي إكسبنج X9 لتكسر القالب التقليدي لسيارات الـ MPV (Multi-Purpose Vehicle)، مقدمةً تصميمًا مستقبليًا يمزج بين الأناقة اللافتة والديناميكية الهوائية المدروسة، مع خطوط حادة وإضاءة LED مميزة تعكس هوية إكسبنج العصرية. المقصورة الداخلية لا تقل إبهارًا، فهي أشبه بصالة استقبال فاخرة متنقلة، توفر رحابة استثنائية، ومواد عالية الجودة، وشاشات عرض ضخمة، وأحدث أنظمة الترفيه والمعلومات، مع التركيز على توفير تجربة سفر مريحة وفخمة لجميع الركاب، سواء للعائلات الكبيرة أو لرجال الأعمال.
"Pure Vision": جوهرة التاج والنقلة النوعية
لكن ما يميز إطلاق X9 2025 بشكل حقيقي ويجعلها محط أنظار العالم هو نظام "Pure Vision" للقيادة الذاتية. تتحدى إكسبنج بهذا النظام النهج السائد في الصناعة، والذي يعتمد بشكل كبير ومكلف على مزيج من مستشعرات الليدار (LiDAR) والرادار والكاميرات. نظام "الرؤية النقية"، كما يوحي اسمه، يرتكز بشكل أساسي ومحوري على شبكة متطورة من الكاميرات عالية الدقة الموزعة استراتيجيًا حول السيارة، مقترنة بقدرات معالجة حاسوبية فائقة وخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة للغاية تم تطويرها داخليًا.
الفلسفة وراء "Pure Vision" هي محاكاة الإدراك البشري للطريق والبيئة المحيطة. فكما يعتمد السائق البشري بشكل أساسي على عينيه (الرؤية) وعقله (المعالجة) لاتخاذ قرارات القيادة، يهدف نظام إكسبنج الجديد إلى تحقيق مستوى مشابه أو حتى متفوق من الفهم البيئي باستخدام "عيون رقمية" متطورة وقوة الحوسبة العصبية. هذه "العيون" لا تقتصر على الرؤية، بل تتعلم وتتكيف باستمرار مع مختلف السيناريوهات وظروف القيادة، بفضل الكم الهائل من البيانات التي تجمعها وتحللها.
ماذا يعني نظام "Pure Vision" للمستقبل؟
-
تبسيط محتمل وتخفيض للتكاليف: بالاعتماد بشكل أقل أو ربما الاستغناء كليًا (حسب المستوى المعلن للنظام) عن مستشعرات الليدار باهظة الثمن، يمكن لنظام "Pure Vision" أن يساهم في جعل تقنيات القيادة الذاتية المتقدمة أكثر سهولة في الوصول لشرائح أوسع من المستهلكين.
-
أداء متفوق في ظروف معينة: يعتقد البعض أن الأنظمة القائمة على الرؤية قد تتفوق في تفسير بعض السيناريوهات المعقدة بصريًا، مثل قراءة اللافتات المرورية أو فهم نوايا المشاة وراكبي الدراجات، بشكل يشابه الإدراك البشري.
-
تحدٍ للمنافسين: تضع إكسبنج نفسها في منافسة مباشرة مع الشركات التي تتبنى مسارات تكنولوجية مختلفة، مثل تسلا التي كانت من أوائل المدافعين عن النهج القائم على الرؤية بشكل أساسي.
-
تطور مستمر: يعتمد النظام بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، مما يعني أن قدراته مرشحة للتحسن والتطور بشكل مستمر من خلال تحديثات البرامج عبر الهواء (OTA).
تكامل مع منظومة إكسبنج الذكية
من المتوقع أن يعمل نظام "Pure Vision" بتناغم تام مع منظومة إكسبنج الشاملة للمساعدة في القيادة، المعروفة باسم XNGP (Navigation Guided Pilot)، لتقديم تجربة قيادة شبه ذاتية سلسة وموثوقة في مجموعة واسعة من الظروف، بدءًا من الطرق السريعة ووصولًا إلى القيادة داخل المدن المزدحمة.
ختامًا:
لا يُعد إطلاق إكسبنج X9 2025 بنظام "Pure Vision" مجرد تقديم لسيارة MPV كهربائية فاخرة جديدة، بل هو بيان قوي من إكسبنج عن رؤيتها لمستقبل التنقل. إنه رهان جريء على قوة الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، وخطوة قد تعيد تشكيل مشهد تقنيات القيادة الذاتية في السنوات القادمة. وبينما ينتظر العالم بفارغ الصبر تقييمات الأداء الواقعي لهذا النظام المبتكر، لا شك أن إكسبنج قد وضعت نفسها مرة أخرى في طليعة الابتكار في صناعة السيارات العالمية