تحتفل مصر في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام بذكرى عيد تحرير سيناء، ذلك الحدث الوطني الخالد الذي يمثل تتويجا لتضحيات أبناء الوطن واستعادة كامل التراب الوطني بعد سنوات من الاحتلال ويجسد هذا اليوم مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث نجحت القيادة السياسية والعسكرية في استعادة سيناء عبر مزيج من القوة العسكرية والحلول الدبلوماسية، ليصبح هذا اليوم رمزا للفخر والعزة، وتشهد ربوع الجمهورية سنويا فعاليات وطنية وثقافية متنوعة لإحياء ذكرى التحرير، تتضمن عروضًا عسكرية وفنية وفتح المزارات التاريخية أمام الجمهور، بهدف تعزيز الوعي الوطني وربط الأجيال الجديدة بذاكرة النضال المصري.
فتح المتاحف العسكرية مجانا ضمن احتفالات عيد تحرير سيناء
في إطار الاحتفالات الرسمية بعيد تحرير سيناء، أعلنت وزارة الدفاع المصرية عن فتح عدد من المتاحف العسكرية المهمة والمزارات التاريخية مجانا للجمهور يوم الجمعة المقبل، وذلك لتشجيع المواطنين على زيارة هذه المعالم الوطنية والتعرف على صفحات مشرقة من تاريخ مصر، ومن بين المزارات التي سيتم فتحها للجمهور:
- بانوراما حرب أكتوبر: تقع في شارع صلاح سالم بالقاهرة، وتعد واحدة من أهم المنشآت التوثيقية التي تحكي وقائع معركة العبور عام 1973، تضم البانوراما مجسمات ضخمة ومشاهد تحاكي المراحل الحاسمة من الحرب، إلى جانب قاعة العرض الرئيسية التي تقدم أفلامًا وثائقية نادرة.
- المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين: يمثل هذا المتحف جزءا من مجمع قلعة صلاح الدين التاريخية، ويعرض مجموعة فريدة من الأسلحة والمعدات العسكرية عبر العصور، بالإضافة إلى توثيق مراحل تطور الجيش المصري ودوره في حماية الوطن.
- متحف الزعيم جمال عبد الناصر: يقع في منشية البكري بالقاهرة، وكان في الأصل مقر إقامة الزعيم الراحل ويضم المتحف مقتنيات شخصية ووثائق رسمية تؤرخ لفترة حكم عبد الناصر، وتركز على مواقفه الوطنية خاصة خلال حقبة الصراع العربي الإسرائيلي.
- المتحف الحربي بمدينة العلمين: يسلط الضوء على معارك العلمين الشهيرة التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، ويعرض معدات وأسلحة استخدمت في تلك المعارك، بالإضافة إلى توثيق لتأثير الحرب على منطقة شمال مصر.
- المتحف الحربي بمدينة بورسعيد: يروي قصة المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي عام 1956، ويحتوي على معروضات تجسد نضال أهالي بورسعيد ضد القوات المعتدية، ما يجعل منه رمزا للبطولة الوطنية.
عيد تحرير سيناء
تمثل هذه الخطوة من وزارة الدفاع المصرية جزءا من استراتيجية تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم، وتعريفهم تضحيات آبائهم وأجدادهم، فزيارة هذه المواقع التاريخية لا تقتصر على عرض الأسلحة أو التوثيق العسكري فحسب، بل تمنح الزوار فهمًا أعمق لسياق الأحداث الوطنية التي صنعت حاضر مصر، إن إتاحة هذه المزارات مجانا يعكس رغبة الدولة في جعل الوعي الوطني متاحًا للجميع، ودعم الثقافة التاريخية لدى الشباب، وتعزيز روح الانتماء من خلال التفاعل المباشر مع المعالم التي تحفظ ذاكرة مصر الحربية والسياسية.