في عالمنا اليوم، أصبح الإعلام جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل وتغلغل في تفاصيل حياتنا الخاصة، خاصة داخل الأسرة، ومع التطور السريع في وسائل الإعلام، بدأنا نلاحظ تغيرات واضحة في سلوك الأطفال وأفراد الأسرة، من هنا تبرز أهمية الحديث عن تأثير الإعلام على سلوك الأطفال والأسرة، لفهم كيف يمكن أن يكون الإعلام أداة للبناء أو للهدم.
ما هو تأثير الإعلام على سلوك الأطفال والأسرة؟
تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل القيم والسلوكيات، لا سيما لدى الأطفال الذين يتأثرون سريعًا بما يشاهدونه أو يسمعونه، وفي الوقت نفسه، يتأثر سلوك الوالدين وطريقة تواصلهم داخل الأسرة بسبب الإعلام أيضًا.
- يُساهم الإعلام في تشكيل مفاهيم الطفل حول العالم.
- يعزز أو يضعف القيم الأسرية من خلال النماذج المعروضة.
- قد يؤدي إلى تقليد سلوكيات سلبية تظهر في البرامج أو الإعلانات.
- يعيد تشكيل أسلوب الحوار بين أفراد الأسرة.
- يخلق فجوة بين الأجيال من حيث المفاهيم والأولويات.
تأثير الإعلام المرئي على الأطفال
الطفل يتأثر بما يشاهده أكثر من أي وسيلة أخرى، لأن الصورة تظل عالقة في ذاكرته، مما يزيد من قوة التأثير.
- البرامج الكرتونية قد تؤثر في سلوكيات الطفل الإيجابية أو السلبية.
- الإعلانات الموجهة قد تشجع على الاستهلاك المفرط.
- مشاهدة العنف في الإعلام قد تولد سلوكًا عدوانيًا.
- الاعتياد على الشاشات يقلل من التفاعل الاجتماعي.
- برامج التعليم المرئي يمكن أن تكون مفيدة في بعض الأحيان.
كيف يؤثر الإعلام على التواصل الأسري؟
حين تنشغل الأسرة بالإعلام، يقل وقت التواصل الحقيقي، وتصبح الحوارات سطحية ومحدودة.
- كل فرد ينشغل بجهازه دون مشاركة الآخرين.
- فقدان أوقات الحديث الجماعي بين أفراد الأسرة.
- تغير أولويات الأسرة بناءً على محتوى الإعلام.
- خلق صراعات بسبب اختلاف المحتوى المفضل.
- تأثير القدوات الإعلامية على سلوك الأبناء.
دور الإعلام الرقمي ووسائل التواصل في التأثير السلوكي
وسائل التواصل الاجتماعي دخلت كل بيت، وغيّرت مفاهيم الأطفال حول النجاح والسلوك والمظهر.
- تحفيز المقارنة مع الآخرين ما يسبب الإحباط أو الغيرة.
- نشر تحديات خطيرة يقلدها الأطفال.
- سهولة الوصول إلى محتويات غير مناسبة للعمر.
- تعزز السلوك الاستعراضي والرغبة في لفت الانتباه.
- تشجع على الاستهلاك غير الواعي للوقت والمحتوى.
كيف نخفف من التأثير السلبي للإعلام؟
الحل ليس في المنع، بل في التوجيه والمشاركة الذكية في استهلاك الإعلام.
- مشاركة الأهل مع أطفالهم في مشاهدة المحتوى.
- وضع حدود زمنية لاستخدام الشاشات.
- اختيار برامج تعليمية هادفة.
- تشجيع الحوار حول ما يتم مشاهدته.
- تنمية التفكير النقدي لدى الأطفال لتحليل الرسائل الإعلامية.
في النهاية، لا يمكن تجاهل تأثير الإعلام على سلوك الأطفال والأسرة، فهو سلاح ذو حدين، لذا علينا أن نكون أكثر وعيًا وانتقائية في التعامل معه، حتى نحمي أبناءنا ونبني أسرة متوازنة قادرة على مواكبة العالم دون أن تفقد قيمها.