عبر إطار التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تواصل الجهات الحكومية تنفيذ مبادرات نوعية تعزز من كفاءة العمل الحكومي، وتفتح آفاقا جديدة أمام الكوادر الشابة ومن بين هذه المبادرات الحديثة، يأتي برنامج المصافحة الذهبية، الذي يمثل خطوة استراتيجية تسعى من خلالها الدولة إلى إعادة هيكلة الجهاز الإداري، ورفع كفاءة الأداء في المؤسسات العامة يعكس البرنامج توجها واضحا نحو خلق بيئة إدارية أكثر مرونة، وتعزيز فرص التوظيف أمام الأجيال القادمة كما يوفر حلولا عملية للموظفين الراغبين في إنهاء مسيرتهم الوظيفية الطوعية، مع مكافآت مجزية تشجع على اتخاذ هذه الخطوة.

ما هو برنامج المصافحة الذهبية؟

أطلقت الحكومة السعودية برنامج المصافحة الذهبية في بداية عام 2025 كجزء من رؤية المملكة 2030، ويستهدف هذا البرنامج الموظفين في القطاعات الحكومية ممن اقتربوا من سن التقاعد، عبر منحهم حوافز مالية مميزة في حال قرروا إنهاء خدماتهم بشكل طوعي وتم تخصيص ميزانية ضخمة للبرنامج بلغت 12.75 مليار ريال سعودي موزعة على ثلاث سنوات، حيث يبدأ التنفيذ بميزانية قدرها 5.05 مليار ريال للسنة الأولى فقط هذه المبادرة تعد أداة مهمة لتحقيق التوازن بين ترشيد الإنفاق ورفع كفاءة المؤسسات الحكومية.

أهداف برنامج المصافحة الذهبية

يسعى البرنامج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها تحسين الكفاءة التشغيلية داخل الجهات الحكومية، تقليص أعداد الموظفين غير الفاعلين، وتوفير فرص توظيف للشباب من أصحاب المؤهلات المتقدمة كما يهدف البرنامج إلى إنهاء الخدمات الوظيفية لمن أكملوا سنوات طويلة في العمل ولديهم مؤهلات منخفضة، على أن تلغى وظائفهم نهائيا لمنع عودتهم إلى القطاع الحكومي، مما يتيح تجديد الدماء وضخ كفاءات جديدة في منظومة العمل.

الفئات المستهدفة وشروط استحقاق برنامج المصافحة الذهبية

حددت الجهات المعنية، بالتنسيق بين وزارة الموارد البشرية ووزارة المالية، شروطا واضحة للاستفادة من البرنامج، وتشمل:

  • يجب أن يكون الموظف قد قضى 15 عاما على الأقل في العمل الحكومي.
  • تقبل طلبات من تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 55 عاما مع بعض الاستثناءات الخاصة بالتقاعد المبكر.
  • لا بد من وجود موافقة كتابية من الجهة التي يعمل بها الموظف بالإضافة إلى موافقته الشخصية.
  • تعطى الأفضلية للموظفين الحاصلين على مؤهلات علمية منخفضة مع إمكانية توسعة البرنامج لاحقا ليشمل فئات تعليمية أخرى.
  • يشترط أن يكون الموظف قد جرب بدائل أخرى كالنقل أو الإعارة أو إعادة التأهيل قبل التقديم على البرنامج.