يشهد سعر القصدير اليوم الخميس 24 أبريل 2025 حالة من الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية، حيث سجل نحو 31,575 دولارًا للطن المتري في بورصة لندن للمعادن، مرتفعًا بنسبة 0.84% مقارنة بجلسة التداول السابقة.
ويأتي هذا التحرك الطفيف في ظل حالة من الترقب تسود أسواق المعادن، نتيجة لتأثيرات متعددة أبرزها التوترات الاقتصادية الدولية والتغيرات في حركة الإنتاج والتصدير من الدول الرائدة في إنتاج القصدير.
آخر تطورات سعر القصدير
تأثير التوترات التجارية العالمية
لا تزال السياسات التجارية التي تنتهجها بعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تلقي بظلالها على الأسواق.
فالإجراءات المتعلقة برفع الرسوم الجمركية على واردات المعادن، مثل الألمنيوم والصلب، أدت إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما ينعكس بشكل غير مباشر على آخر تطورات سعر القصدير أيضًا، حيث أن الطلب العالمي على المعادن الصناعية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار التجاري والاقتصادي.
تقلبات الإنتاج والتصدير
من جهة أخرى، تواجه بعض الدول المصدرة تحديات قد تؤثر على حجم المعروض العالمي، وتشير التقارير إلى وجود تأخيرات في إصدار تصاريح تصدير القصدير من إندونيسيا، وهو ما قد يتسبب في تراجع الإمدادات لفترة مؤقتة.
في المقابل، هناك مؤشرات على قرب استئناف عمليات التعدين في ميانمار، إلى جانب توقعات بزيادة الشحنات الإندونيسية خلال الأشهر القادمة، مما قد يعيد التوازن إلى السوق أو حتى يؤدي إلى فائض في المعروض.
توقعات مستقبلية لحركة سعر القصدير
تشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة Citi Research إلى احتمال تراجع سعر القصدير خلال الربع الثاني من عام 2025 ليصل إلى حوالي 27,000 دولار للطن، وذلك نتيجة لزيادة العرض من جانب الدول المنتجة.
في المقابل، تتوقع منصات اقتصادية أخرى، مثل Trading Economics، أن يستمر السعر في الارتفاع ليصل إلى حدود 33,110 دولارًا مع نهاية الربع، وقد يصل إلى نحو 35,323 دولارًا خلال عام من الآن، هذا التفاوت في التوقعات يعكس مدى تعقيد العوامل المؤثرة في السوق.
استخدامات القصدير ودورها في الطلب العالمي
يعد القصدير من المعادن الحيوية في الصناعات الحديثة، حيث يدخل في تصنيع الدوائر الإلكترونية، والبطاريات، والشاشات المسطحة، فضلاً عن استخدامه في الألواح الشمسية والنوافذ الذكية، هذا التنوع في الاستخدام يجعل الطلب عليه متقلبًا بحسب حركة الأسواق التكنولوجية والصناعية، وهو ما يجعل سعر القصدير عرضة للتذبذب تبعًا للطلب العالمي.
في ضوء هذه المعطيات، يمكن القول إن سعر القصدير يمر بمرحلة من الترقب والتأثر المستمر بالعوامل الدولية، وبينما يظل السوق في حالة من التذبذب، يبقى من المهم متابعة التطورات السياسية والاقتصادية عن كثب، لفهم اتجاهات الأسعار خلال الفترات المقبلة، خصوصًا مع دخول عناصر جديدة قد تؤثر في ميزان العرض والطلب.