أعلنت وزارة الاتصالات المصرية عن توسيع المرحلة الثانية من طرح شبكة الجيل الخامس 5G خلال النصف الثاني من عام 2025، بعد نجاح المرحلة التجريبية في مناطق مختارة بالعاصمة القاهرة والإسكندرية، تشمل الخطة توسيع التغطية إلى المحافظات الكبرى مثل الجيزة والشرقية ثم الوصول إلى المدن الجامعية والمناطق الصناعية، وقد أبرمت الحكومة اتفاقيات مع المشغلين الرئيسيين لاستكمال البنية التحتية خلال 18 شهراً بما يضمن تغطية نحو 60 بالمئة من سكان البلاد في المرحلة الأولى.

 

توسيع التعاون بين القطاعين العام والخاص


تتولى الشركة القابضة للاتصالات التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لتسهيل الإجراءات التنظيمية ومنح تراخيص استخدام الترددات اللازمة، بينما يتولى مشغلو الهواتف المحمولة مسؤولية تركيب الأبراج والمحطات القاعدية وتحديث الشبكات الحالية، وقد جذب هذا المشروع استثمارات محلية وأجنبية بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار، كما يشمل التعاون مع شركات تكنولوجيا عالمية لتوريد المعدات والأجهزة المتوافقة مع أعلى معايير الأمان والجودة.

 

فوائد الجيل الخامس وتطبيقاته العملية


يوفر الجيل الخامس سرعات نقل بيانات تصل إلى 10 جيجابت في الثانية واستجابة زمنية منخفضة تصل إلى أقل من ملي ثانية، ما يمكّن من تطبيقات متقدمة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز في القطاع التعليمي والصحي، ويسهم في دعم إنترنت الأشياء IoT عبر ربط ملايين الأجهزة الذكية بكفاءة عالية، إضافة إلى تحسين الأداء في المدن الذكية من خلال إدارة حركة المرور عن بُعد وأنظمة مراقبة الطاقة والمياه بشكل آني.

 

التحديات الفنية والتنظيمية


تواجه عملية التوسع في شبكة 5G تحديات تقنية تتمثل في توفير الطاقة اللازمة للمحطات الجديدة وضمان استقرار الشبكة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، كما يتطلب الأمر تنسيق توزيع الترددات وتحديث الأطر التشريعية لحماية بيانات المستخدمين، ويبرز التحدي الاقتصادي في ارتفاع تكاليف التركيب والصيانة، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تقديم حوافز مالية وتسهيلات ضريبية للمشغلين للحد من الأعباء الاستثمارية.

 

آفاق المستقبل والتحول إلى 6G


مع اقتراب الانتهاء من نشر الجيل الخامس، بدأت مصر في التخطيط لأبحاث الجيل السادس 6G بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحث المحلية والدولية، ويُتوقع أن يدعم الجيل القادم تقنيات الاتصالات الفضائية وشبكات الجيل العريض بشبكة قادرة على تحقيق اتصالات كونية وربط الأقمار الصناعية بالصورة الحية، كما ستتركز الجهود على تطوير الكوادر الوطنية وتأهيل المهندسين والفنيين عبر برامج تدريب متخصصة لضمان مواكبة مصر للثورة الرقمية العالمية.