شهد العالم العربي خلال السنوات الأخيرة ارتفاع ملحوظًا في استخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع والاستثمار، إذ لجأ الأفراد والشركات إلى المنصات الإلكترونية لتداول البيتكوين والإيثيريوم والعملات المستقرة، وأسهمت جائحة كورونا في تسريع التحول الرقمي وإقبال فئات عمرية متعددة على هذه التقنية الحديثة، ما يعكس رغبة قوية في الاستفادة من مزايا اللامركزية والشفافية التي توفرها شبكات البلوكشين.
الإطار التنظيمي والرقابي للسلطات المحلية
بدأت بعض الدول العربية بوضع أطار قانونية ارتفاع تداول العملات الرقمية بهدف حماية المستثمرين وضمان استقرار السوق، فاعتمدت الإمارات والمملكة البحرينية أنظمة تراخيص للأنشطة المتعلقة بأصول التقنية الرقمية كما أصدرت السعودية مبادئ لضبط التعامل مع منصات الصرافة الرقمية، وتركز هذه التشريعات على متطلبات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مع توفير بيئة محفزة للابتكار المالي.
فوائد تقنية البلوكشين في التحويلات المالية
تقدم العملات الرقمية حلولًا فعالة لتحويل الأموال عبر الحدود بسرعة قليلة التكاليف مقارنةً بالأنظمة التقليدية، إذ تسمح شبكات البلوكشين بإتمام المعاملات خلال دقائق دون حاجة للوسائط المصرفية، ويستفيد من ذلك العاملون بالخارج لتحويل رواتبهم إلى ذويهم بتكلفة تقل عن 1 بالمئة من المبلغ المحول، كما تتيح العقود الذكية أتمتة عمليات الدفع عند تحقيق شروط محددة مما يدعم تنفيذ العقود التجارية بكفاءة عالية.
المخاطر والتحديات التي تواجه المستخدمين
على الرغم من الفرص الواعدة تواجه العملات الرقمية تحديات عدة تشمل تذبذب الأسعار العالي الذي يزيد من مخاطر الخسارة المفاجئة، فضلاً عن الهجمات الإلكترونية واحتمالات سرقة المفاتيح الخاصة بالمحافظ الرقمية، كما يعيق قلة الوعي الفني لدى بعض المستخدمين استخدام الأدوات الآمنة لإدارة الأصول، ويشكل غياب التأمين الحكومي على الأرصدة الرقمية عامل قلق إضافي يدفع بعض الأفراد لتوخي الحذر الشديد.
المبادرات الوطنية ودعم ريادة الأعمال
أطلقت بعض الحكومات في المنطقة مبادرات وحاضنات أعمال متخصصة في دعم شركات التقنية المالية التي تعتمد على البلوكشين والعملات الرقمية، وتضم هذه الحاضنات برامج تسريع للأعمال ومنحًا مالية واستشارات فنية وقانونية، كما أقامت دول خليجية معارض ومؤتمرات دورية تجمع المستثمرين ورواد الأعمال لتعزيز التواصل مع خبراء التقنية على المستوى العالمي وتشجيع إطلاق مشاريع محلية تنافس في الأسواق الدولية.
التوقعات المستقبلية لسوق العملات الرقمية
من المتوقع أن يستمر نمو سوق العملات الرقمية في العالم العربي مع توالي إطلاق المشاريع الحكومية للتحول الرقمي واعتماد التقنيات المتقدمة في المالية العامة، وستشهد المنطقة توسعًا في استخدام العملات الرقمية المستقرة للعملات المحلية الرقمية الرقمية للبنوك المركزية التي تُطوَّر حاليًا في بعض البلدان، ويعول على هذا التطور في ترسيخ الثقة وفتح آفاق جديدة للاستثمار وجذب رؤوس الأموال العالمية.