يعتبر العلاج بالملح، المعروف أيضًا باسم "العلاج بالهواء المالح"، نوعًا من الطب التكميلي الذي يتمتع بشعبية متزايدة كوسيلة طبيعية لتعزيز الصحة، ويقوم هذا العلاج على استنشاق الهواء الذي يحتوي على جزيئات الملح، في محاولة لتحقيق فوائد صحية، لكن الأبحاث العلمية التي تدعم هذه الفكرة لا تزال قليلة.
غرف العلاج بالملح
تقسم غرف العلاج إلى نوعين:
غرف نشطة: يتم فيها استخدام أجهزة لتفتيت ونشر جزيئات الملح الصغيرة في الهواء، وتم تصميم هذه الغرف لتوفير بيئة ذات تحكم محكم يسمح بالتحكم في مستوى تركيز جزيئات الملح.
الغرف السلبية: تعتمد على كميات كبيرة من الأملاح لإنشاء بيئة مهيأة للاسترخاء، غالبًا ما تكون هذه الغرف مصممة لتوفير أجواء هادئة ومريحة.
أصول العلاج بالملح
تعود فكرة استخدام الملح للعلاج إلى القرن التاسع عشر، عندما انتبه الطبيب فيليكس بوكزكوفسكي إلى أن عمال مناجم الملح في بولندا كانوا يواجهون مشكلات رئوية أقل مقارنة بالعمال الآخرين، هذه الملاحظة أدت إلى تطوير العلاج بالملح كخيار ممكن لتحسين صحة الجهاز التنفسي.
فوائد العلاج بالملح
بناءً على آراء بعض المعالجين، يمكن أن تحتوي فوائد العلاج بالملح على:
تحسين التنفس: يعتقد أن استنشاق جزيئات الملح يساعد في تليين المخاط مما يسهل خروجه، وهذا قد يكون مفيدًا للمرضى الذين يعانون من الربو، والتهاب الشعب الهوائية، والانسداد الرئوي المزمن، والتليف الكيسي، والحساسية التنفسية.
مكافحة العدوى: على الرغم من استخدام محلول الملح لشطف الأنف والجيوب الأنفية، إلا أن فعالية استنشاق الهواء المالح الجاف تتطلب مزيدًا من الدراسة.
تحسين صحة البشرة: يستخدم العلاج بالملح على أنه يرطب البشرة ويقلل من الإكزيما، إلا أن الأدلة العلمية التي تدعم هذا الأمر تظل ضعيفة.
تخفيف التوتر: تقدم غرف الملح بيئة مريحة تساعد على تقليل مستويات التوتر، ولكن التأثير غالبًا ما يكون مرتبطًا بالأجواء المحيطة وليس بجزيئات الملح بذاتها.
القيود والتحذيرات الخاصة بعلاج الملح
على الرغم من أن العلاج بالملح يُعتبر آمنًا للأشخاص الأصحاء، فإن الدكتورة ميليسا يونغ، أخصائية الطب الوظيفي، تحذر من بعض الأعراض الجانبية المحتملة مثل زيادة السعال، كما تنبه إلى أهمية اختيار مراكز موثوقة تحت إشراف مختصين في المجال الطبي، وتوصي بالحيطة والحذر بالنسبة للأفراد الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة.
حيث يجب استخدام العلاج بالملح كمكمل للعلاج الطبي وليس كبديل له. يُستحسن استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج تكميلي، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، ومن المهم أن يدرك الأفراد أن العلاج بالملح لا يحظى باعتراف كبير في المجال الطبي، وأن الفوائد المحتملة لا تزال موضوع بحث.