ألقت الأجهزة الأمنية المصرية، يوم السبت، القبض على فتاة أجنبية أثارت جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها تعتلي سيارة على كوبري أكتوبر الشهير وسط القاهرة، مما تسبب في توقف حركة المرور وتعطيل السير بشكل كامل.
الفيديو، الذي تم تداوله بشكل مكثف خلال الأيام الماضية، وثق لحظة قيام الفتاة، التي أطلق عليها الإعلام لقب "فتاة كوبري أكتوبر"، بالترجل من إحدى السيارات واعتلاء مقدمة سيارة أخرى تصادف وجودها على الكوبري.
المقطع أثار استياء عدد كبير من المواطنين ورواد مواقع التواصل، الذين طالبوا بسرعة التحرك الأمني للتعامل مع الموقف، خاصة لما سببه من تعطيل مروري وأزمة في أحد أهم المحاور الحيوية بالعاصمة المصرية.
وفي استجابة سريعة، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الفتاة والقبض عليها، لتكشف التحقيقات الأولية مفاجأة حول هويتها.
فبعكس ما تردد على بعض المواقع المحلية بأنها مصرية الجنسية، تبين أنها في الواقع تحمل الجنسية اليونانية.
وأوضحت التحريات أيضاً أن الفتاة تعاني من اضطرابات نفسية واضحة، الأمر الذي دفع السلطات إلى عرضها على مختصين في الطب النفسي لتقييم حالتها بدقة.
من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً رسمياً أوضحت فيه تفاصيل الواقعة، مؤكدة أن الفتاة أقدمت على هذا التصرف الغريب في لحظة اختلال نفسي، حيث خرجت من سيارتها بشكل مفاجئ واعتلت مركبة أخرى على الكوبري، مما دفع السائق إلى التوقف فوراً خوفاً من وقوع حادث.
وأكد البيان أن رجال المرور قاموا بتيسير الحركة في أسرع وقت، وعودة الانسياب المروري بعد دقائق قليلة من توقفه.
الداخلية شددت في بيانها على اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، مع متابعة الحالة النفسية للفتاة من خلال الجهات الطبية المختصة، حفاظاً على سلامتها وسلامة الآخرين، ولتجنب تكرار مثل هذه التصرفات غير المسؤولة في أماكن حساسة ومزدحمة مثل كوبري أكتوبر.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاشات العامة حول السلامة النفسية في الأماكن العامة، وأهمية المراقبة والمتابعة النفسية للأشخاص الذين قد يُظهرون علامات اختلال أو سلوك غير طبيعي.
كما سلط الضوء على سرعة استجابة قوات الأمن في التعامل مع حالات الطوارئ المرورية، والحفاظ على سلامة الطرق في العاصمة المصرية.
وتبقى "فتاة كوبري أكتوبر" حديث الشارع المصري ووسائل الإعلام، وسط تساؤلات حول الأسباب التي دفعتها لهذا السلوك، ومدى تأثير حالتها النفسية على تصرفاتها، بينما تستمر التحقيقات لتوضيح كافة ملابسات الواقعة.