يعتبر المشي السريع من أكثر أنواع التمارين فاعلية للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن الستين، حيث يوفر فوائد عديدة لصحة القلب والمفاصل والرفاه العام.
توصي به منظمات صحية معروفة، مثل جمعية القلب الأمريكية، كخيار ممتاز لكبار السن الذين يريدون الحفاظ على نشاطهم البدني دون تحميل أجسامهم ضغوطاً زائدة.
منافع المشي السريع على صحة القلب وعملية الأيض
المشي السريع يعتبر تمرينًا مفيدًا لصحة القلب، حيث يعزز من الدورة الدموية ويساعد في تقليل ضغط الدم.
أظهرت الأبحاث أن كبار السن الذين يعتادون على المشي السريع بانتظام يمكن أن يقللوا من احتمال إصابتهم بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 30% و50%.
علاوة على ذلك، يساعد المشي السريع في تنظيم مستويات السكر في الدم، وهي ميزة مهمة بشكل خاص لكبار السن، ولا سيما لمن يعانون من داء السكري.
دعم المفاصل وتخفيف الألم
بخلاف التمارين ذات التأثير العالي التي قد تزيد من آلام المفاصل، يوفر المشي السريع دعمًا للمفاصل من خلال تحفيز إنتاج السائل الزلالي الذي يرطب الركبتين والوركين.
كما أن الحركة المتكررة تساعد في تقوية عضلات الساقين، مما يقلل الضغط على المفاصل الحساسة.
وأشار العديد من كبار السن إلى انخفاض مستوى التصلب والألم بعد إدماج المشي المنتظم في نمط حياتهم اليومي.
دعم الصحة النفسية والمناعة
لا يقتصر تأثير المشي السريع على تحسين الصحة البدنية فحسب، بل يمتد أيضًا لتحسين المزاج والصحة النفسية.
فالنشاط البدني يشجع على إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تعمل على تقليل التوتر وتعزيز الحالة المزاجية.
كما أن المشي في الهواء الطلق يُساهم في زيادة مستويات فيتامين "د" ويساعد في تنظيم النوم.
علاوة على ذلك، تحسن التمارين الخفيفة مثل المشي السريع من أداء خلايا المناعة، مما يعزز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض الشائعة.
تعزيز الروابط الاجتماعية
يمكن أن يكون المشي السريع نشاطًا فرديًا أو جماعيًا، حيث يمكن لكبار السن الانخراط في مجموعات للمشي، أو السير مع الأصدقاء والجيران، أو ببساطة التفاعل مع الآخرين خلال جولاتهم اليومية.
وقد أظهرت الأبحاث أن التفاعل الاجتماعي المنتظم مرتبط بتقليل خطر التدهور العقلي وتحسين الصحة النفسية لدى كبار السن.
ينصح الأطباء بضرورة استشارة طبيب قبل بدء أي برنامج للياقة البدنية، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو لم يمارسوا الرياضة لفترة طويلة.
بعد الحصول على الموافقة الطبية، يمكن البدء في جولات مشي سريعة لمدة 10 دقائق عدة مرات في الأسبوع، مع زيادة المدة تدريجيًا بمعدل 5 دقائق كل أسبوع لتوفير الوقت الكافي للجسم للتكيف.
كما أن ارتداء حذاء مريح وداعم يعد أمرًا ضروريًا لتجنب الألم وضمان السلامة أثناء المشي.