تعد العلاقات بين جمهورية مصر العربية وطائفة البهرة نموذجًا فريدًا للتعاون الروحي والثقافي والتنموي، حيث تمتد هذه العلاقة لعدة عقود، تشهد خلالها محطات متكررة من الدعم والتقدير المتبادل.

وقد أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص أن العلاقات مع طائفة البهرة تلعب دورًا مهمًا في تطوير وصيانة مساجد آل البيت في مصر، وهو ما يعكس محبة الطائفة العميقة لأرض الكنانة وارتباطها الروحي والتاريخي بها.

وأوضح القصاص، خلال مداخلة له على فضائية "إكسترا نيوز"، أن طائفة البهرة تتمتع بروابط وثيقة ومستدامة مع مصر، ولا يقتصر حضورهم على الزيارات الرمزية فحسب، بل يمتد إلى الإسهامات الفعلية في تطوير المشاهد الدينية التي تحمل رمزية خاصة لدى المصريين، وعلى رأسها مساجد آل البيت، التي تمثل تراثًا روحيًا عظيمًا.

وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتمامًا خاصًا بكل من يبدي حبًا حقيقيًا لمصر، ويقدر كثيرًا جهود طائفة البهرة، لا سيما في رعايتهم واهتمامهم بالمواقع الدينية، وهو ما يعكس رؤية الدولة المصرية الشاملة التي تقوم على ترسيخ مفاهيم التسامح والاعتراف بالدور الإيجابي للجماعات الدينية المعتدلة.

وأضاف القصاص أن الرئيس السيسي دائمًا ما يرحب بسلطان البهرة خلال زيارته لمصر، ويعتبره ضيفًا عزيزًا يُقابل بكل الاحترام والتقدير، وهو ما يعكس الاحترام المتبادل بين القيادة السياسية المصرية والطائفة، ويُعزز من أواصر التعاون والمحبة.

وأكد أن الشعب المصري، بطبيعته المتسامحة والمحبة لآل البيت، ينظر بعين التقدير لما تقوم به طائفة البهرة من جهود ملموسة في ترميم وتطوير المساجد التي تعد رموزًا دينية وتاريخية في القاهرة، مثل مسجد الحسين والسيدة نفيسة وغيرهما.

وفي سياق متصل، لفت القصاص إلى أن طائفة البهرة لم تكتفِ بالمشاركة في ترميم المساجد، بل بادرت أيضًا بدعم صندوق "تحيا مصر"، إيمانًا منها بالدور الوطني الذي يقوم به الصندوق في تنمية المجتمعات ودعم الفئات الأكثر احتياجًا.

وأشار إلى أن وفود البهرة دائمًا ما يُعربون عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال الذي يلقونه في مصر، ويؤكدون احترامهم العميق للدولة المصرية، ولدورها الريادي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما يتوافق مع رؤيتهم التي تدعو إلى التعايش والتسامح ونبذ العنف.

وتعكس هذه العلاقة المتينة بين مصر وطائفة البهرة نموذجًا يحتذى به في كيفية بناء جسور من المحبة والاحترام بين الشعوب، تقوم على التعاون في الخير، وتُبرز الصورة الحقيقية للإسلام القائم على المحبة والتسامح والبناء.