شهدت الساحات المحيطة بأهرامات الجيزة وواجهات وسط البلد انطلاق أولى عروض مهرجان القاهرة الدولي للأضواء في منتصف مارس ٢٠٢٥، حيث تزينت صخور الأهرام بنمط ثلاثي الأبعاد يروي تاريخ المدينة بأسلوب تفاعلي، وتحولت واجهات مباني التحرير والجمهورية إلى شاشات عرض عملاقة لإبداعات ضوئية متحركة، وقد اعتمد المنظمون على تقنية الليزر ثلاثي الأبعاد وأجهزة عرض عالية الدقة لخلق تأثيرات بصرية غامرة تجمع بين الأصالة والحداثة، الأمر الذي جذب آلاف المتفرجين من سكان القاهرة والزوار الأجانب عقب إعلان انطلاق المهرجان بفترة قصيرة.

 

تفاعل الجمهور والزوار مع الفعاليات


تابع الحضور أداء الفرق الفنية التي رافقت العروض بتقديم عروض مسرحية ضوئية وحفل موسيقي يختتم كل ليلة، حيث اجتذب المهرجان أعداداً كبيرة من العائلات والشباب الذين حرصوا على توثيق اللحظات عبر الهواتف المحمولة، وانتشر هاشتاج #أضواء_النيل على منصات التواصل الاجتماعي مع آلاف المشاركات التي شاركت لحظات الإبهار وتفاعل المشاهدين مع الألوان والأشكال المتغيرة، كما استغل بعض المصممين الشباب المناسبة لعرض تجربتهم في تركيب المصابيح الليدية وتنسيق الأضواء ضمن ورش عمل مفتوحة أمام الجمهور لتعزيز الجانب التفاعلي والتعليمي للحدث.

 

مسابقة التصاميم وجوائزها القيمة


أطلق المنظمون مسابقة وطنية ودولية شارك فيها مصممون هواة ومحترفون لابتكار عروض ضوئية خاصة بكل مشارك، حيث وضعت لجنة التحكيم معايير فنية تتعلق بالإبداع والتقنية والجاذبية البصرية، وفاز باللقب الأول فريق مصري شبابي ابتكر مشهداً متحركاً يدمج بين نجوم السماء والخامات الفرعونية، وقدر قيمة الجوائز بأكثر من مئتي ألف جنيه للفائزين الثلاثة الأوائل، بالإضافة إلى فرص تدريبية في أبرز استوديوهات الإنتاج الضوئي في أوروبا، ما حفز المزيد من المواهب على تقديم أفكار جريئة تجمع بين عناصر الثقافة المصرية والابتكار التكنولوجي.

 

الأثر السياحي والاقتصادي للمهرجان


ساهم المهرجان في زيادة إشغال الفنادق والمطاعم القريبة من وسط المدينة بنسبة تجاوزت خمسين في المئة خلال أيامه، حيث وفرت وزارة السياحة باقات ترويجية تجمع بين الإقامة وتنقلات مجانية داخل مسارات العرض، كما سجّلت شركات النقل زيادة في حجوزات الحافلات السياحية التي تنقل الزوار من المطارات والمحافظات الأخرى، وأكد خبراء اقتصاديون أن هذا الحدث يمثل نموذجاً رائداً لاستثمار الفنون الرقمية في تنشيط القطاع السياحي وجذب الاستثمارات إلى الخدمات الترفيهية، متوقعين أن يتحول المهرجان إلى عنصر جذب سنوي يعزز من صورة القاهرة كواحدة من أكثر العواصم الثقافية ابتكاراً في المنطقة.