اندلع حريق ضخم مساء أمس داخل مخزن كبير للأدوات الكهربائية في المنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان، حيث فوجئ الأهالي بألسنة اللهب تتصاعد بشكل كثيف، مصحوبة بانفجارات متتالية، نتيجة وجود كميات ضخمة من البطاريات وأجهزة الشحن والمولدات، سيارات الإطفاء هرعت إلى المكان فور تلقي البلاغ، وتم الدفع بعدد ٨ سيارات للسيطرة على الحريق، الذي امتد إلى أكثر من نصف مساحة المخزن خلال دقائق، بينما حاول العاملون الهروب من الموقع قبل أن تصل النيران إليهم، وانتشرت حالة من الذعر بين سكان المنطقة المحيطة، خاصة مع تصاعد أعمدة الدخان الأسود، التي غطت سماء المدينة بالكامل، وشوهدت من على بعد عدة كيلومترات.
جهود مكثفة للسيطرة، وخسائر بالملايين دون وقوع إصابات بشرية
أكد مصدر أمني أن قوات الحماية المدنية تمكنت من السيطرة على الحريق بعد ٣ ساعات متواصلة من العمل، باستخدام خراطيم الضغط العالي، ومواد مقاومة اللهب، وأوضح أن المخزن كان يحتوي على كميات ضخمة من الكابلات الكهربائية، والأجهزة، مما ساهم في سرعة انتشار النيران، وأدى إلى خسائر مادية كبيرة، جاري حصرها بدقة من قبل لجان متخصصة، ورغم ضخامة الحريق، لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية حتى الآن، نظرًا لخلو المخزن من العمال وقت اندلاع النيران، في حين تم إخلاء المصانع المجاورة كإجراء احترازي، ومنع انتشار اللهب إلى المنشآت القريبة.
التحقيقات جارية، وشبهات حول ماس كهربائي أو تخزين غير آمن
فتحت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، حيث انتقل فريق من النيابة إلى مكان الحريق لمعاينة موقع الحادث، وأخذ أقوال الشهود والعاملين في المصنع، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن السبب المحتمل هو ماس كهربائي ناتج عن خلل في أحد المفاتيح الرئيسية داخل المخزن، فيما لم تستبعد المصادر الأمنية وجود تقصير في إجراءات السلامة والتخزين، خاصة أن الحريق بدأ من الجهة الخلفية، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الأجهزة غير الموصلة بوسائل حماية، كما يجري فحص كاميرات المراقبة لمعرفة اللحظات الأولى لاشتعال النيران، والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء الحريق.
مطالب بالرقابة على التخزين الصناعي، وتطبيق معايير السلامة
الواقعة أعادت إلى الواجهة أهمية فرض رقابة صارمة على المخازن الصناعية، وضرورة التزام أصحاب المصانع بإجراءات السلامة، التي تفرضها إدارة الحماية المدنية، وقد طالب خبراء السلامة المهنية بضرورة وجود طفايات حريق أوتوماتيكية، وأجهزة إنذار مبكر في جميع المخازن، بالإضافة إلى تدريب العاملين على طرق التعامل مع الحرائق، كما دعا نواب في البرلمان إلى إعداد قائمة سوداء بالمصانع والمخازن التي لا تلتزم بمعايير التخزين، وحرمانها من تراخيص التشغيل، مشيرين إلى أن الكوارث تتكرر بسبب الإهمال، والتهاون في إجراءات الحماية، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأرواح والممتلكات.