شهد قسم شرطة بولاق الدكرور صباح اليوم واقعة غريبة، بعدما اقتحم أحد المواطنين بوابة القسم وهو في حالة هستيرية، اعتراضًا على ما وصفه بتجاهل ضباط القسم تحرير محضر بسرقة هاتفه المحمول، المواطن، الذي يبلغ من العمر ٣٢ عامًا، دخل القسم صارخًا، وقام بدفع أحد أفراد الأمن، مما أثار حالة من التوتر، وتدخل عدد من الضباط لاحتواء الموقف، وبعد دقائق من الفوضى، تم احتجاز المواطن، وتحرير محضر ضده بتهمة التعدي على موظف عام أثناء تأدية عمله، وتهديد الأمن العام، في حين أكد شهود عيان أن المواطن كان في انتظار تحرير محضر لأكثر من ساعتين، دون استجابة من أحد، مما تسبب في انفجاره بهذا الشكل العنيف.

 

تحقيق عاجل من وزارة الداخلية، ومطالبات بمراجعة تعاملات الأقسام


وزارة الداخلية أصدرت بيانًا أكدت فيه أن الواقعة قيد التحقيق، وأنها لا تقبل بأي حال من الأحوال تجاوز المواطنين على مؤسسات الدولة، لكنها في الوقت نفسه شددت على ضرورة احترام حقوق المواطن، وسرعة تقديم الخدمة داخل أقسام الشرطة، البيان أشار إلى أنه سيتم مراجعة طريقة التعامل مع المواطن، وسبب تأخر تحرير المحضر، وأنه في حالة وجود تقصير سيتم محاسبة المسؤولين فورًا، وقد طالب عدد من نواب البرلمان بفتح تحقيق برلماني موسع، حول آلية تعامل أقسام الشرطة مع المواطنين، مؤكدين أن تأخير الخدمات الأمنية قد يدفع البعض للتصرف بطرق غير قانونية.

 

غضب على مواقع التواصل، وتباين في التعليقات حول تصرف المواطن


وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت بعد تداول فيديو للحظة اقتحام المواطن للقسم، حيث انقسم المتابعون بين من هاجمه واعتبره تعديًا غير مقبول على مؤسسات الدولة، وبين من تعاطف معه واعتبر تصرفه نتيجة للإهمال والبطء في أداء الخدمات داخل بعض الأقسام، وارتفع هاشتاج #قسم_بولاق_اللي_حصل إلى قائمة الترند في مصر، وانتشرت آلاف التعليقات التي تسخر من البيروقراطية، وتطالب بتطوير أقسام الشرطة، وربطها إلكترونيًا لتقليل وقت الانتظار، وتسهيل الإجراءات على المواطنين، في حين طالب آخرون بضرورة توفير مكاتب شكاوى فورية داخل كل قسم، لمحاسبة أي موظف يتقاعس عن أداء واجبه.

 

دعوات لتدريب الأفراد وتطبيق التكنولوجيا لتسريع الخدمة


الواقعة سلطت الضوء من جديد على أهمية تدريب أفراد الشرطة على مهارات التعامل مع الجمهور، خاصة في الأقسام ذات الكثافة المرتفعة، كما شدد الخبراء الأمنيون على ضرورة تطبيق أنظمة إلكترونية لتسجيل البلاغات تلقائيًا، وتوفير شاشات رقمية توضح ترتيب المواطنين في الانتظار، بدلًا من الاعتماد الكلي على الأوراق والملفات، وأشاروا إلى أن التكنولوجيا قادرة على تحسين صورة المؤسسة الأمنية، وتخفيف التوتر بين الطرفين، في حين طالب مواطنون بإنشاء تطبيق إلكتروني يسمح بتحرير المحاضر عن بعد في حالات السرقة أو الفقد، لتقليل التكدس داخل الأقسام، وضمان سرعة الإجراءات.