تجهيز منتخب مصر للناشئين لكأس العالم: خطوات مدروسة وطموحات كبيرة.. في خطوة جادة تهدف إلى بناء جيل كروي واعد، عقد مسؤولو الاتحاد المصري لكرة القدم اجتماعًا موسعًا مع الجهاز الفني والإداري لمنتخب الناشئين تحت 17 عامًا، من أجل وضع خطة شاملة لإعداد الفريق لخوض غمار منافسات كأس العالم المقبلة، المقرر إقامتها في قطر خلال نوفمبر القادم.

 

تجهيز منتخب مصر للناشئين لكأس العالم: خطوات مدروسة وطموحات كبيرة

الاجتماع الذي جمع بين وليد درويش، عضو مجلس إدارة الاتحاد، وعلاء نبيل، المدير الفني للاتحاد، مع أحمد الكاس، المدير الفني لمنتخب الناشئين، ووليد مهدي، المدير الإداري للمنتخب، جاء في توقيت مثالي بعد الإنجاز الذي حققه المنتخب بالتأهل إلى المونديال، عقب فوزه المثير على منتخب أنجولا في المباراة الفاصلة بكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت بالمغرب.

 

حيث تناول الاجتماع بالنقاش والتحليل الأداء الذي قدمه منتخب الناشئين خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث ركز الحاضرون على نقاط القوة التي يجب تعزيزها، إلى جانب رصد الأخطاء الفنية والتكتيكية التي يجب تلافيها قبل خوض منافسات عالمية بحجم كأس العالم.

 

وتمت الإشادة بروح اللاعبين وإصرارهم على تحقيق حلم التأهل، كما تم التأكيد على ضرورة البناء على ما تحقق لمواصلة الطريق بثبات.

 

حيث أحد أبرز محاور الاجتماع كان وضع برنامج إعداد مكثف ومتوازن للمنتخب، يتضمن إقامة عدة معسكرات داخلية وخارجية، تسبقها مراحل من الانتقاء الفني للاعبين المتميزين.

 

وأكد أحمد الكاس خلال الاجتماع على أهمية خوض مباريات ودية أمام منتخبات قوية من مدارس كروية مختلفة، من أجل اكتساب الخبرات والاحتكاك الدولي الذي يهيئ اللاعبين نفسيًا وبدنيًا للبطولة العالمية.

 

كما تم الاتفاق على جدولة تلك المعسكرات بشكل يراعي الأجندة الدراسية للاعبين، لضمان عدم تأثير مشاركتهم على تحصيلهم العلمي، وهو ما يعكس رؤية شاملة توازن بين الجوانب الرياضية والتعليمية.

 

أعرب علاء نبيل عن ثقته في الجهاز الفني بقيادة أحمد الكاس، مشيدًا بما قدمه من جهد ملموس خلال التصفيات، ومؤكدًا أن الاتحاد سيقدم كل أشكال الدعم الفني والإداري لضمان سير خطة الإعداد بسلاسة.

 

وأضاف أن الهدف لا يقتصر فقط على الظهور المشرف، بل المنافسة الحقيقية، وإثبات أن الكرة المصرية قادرة على المنافسة في كل الفئات العمرية.

 

من جانبه، شدد وليد درويش على أهمية الدعم النفسي للاعبين خلال المرحلة القادمة، مؤكدًا ضرورة وجود متخصصين في التأهيل النفسي والتغذية واللياقة البدنية، لضمان اكتمال منظومة الإعداد بكل جوانبها.

 

تأهل منتخب مصر تحت 17 عامًا إلى كأس العالم يمثل حدثًا تاريخيًا، خاصة أن هذه هي المرة الثالثة فقط التي يشارك فيها الفراعنة الصغار في هذه البطولة.

 

ويأتي هذا الإنجاز بعد غياب دام 28 عامًا عن المونديال، ما يضفي طابعًا خاصًا على هذه النسخة، ويضاعف من مسؤولية الجهاز الفني واللاعبين في تقديم صورة مشرفة للكرة المصرية.

 

التفاعل الشعبي والرسمي مع تأهل منتخب الناشئين كان لافتًا، حيث تلقى الفريق التهاني من كبار المسؤولين الرياضيين، وعلى رأسهم المهندس هاني أبوريدة، الذي أشاد بالجهود المبذولة من قبل الجهاز الفني والإداري.

 

كما أبدت الجماهير المصرية حماسًا كبيرًا لرؤية الجيل الجديد من اللاعبين في المحافل العالمية، معبرة عن أملها في أن يكون هذا المنتخب نواة لمنتخب أول قوي في المستقبل.

 

يعكس هذا الحراك الكبير الذي يشهده منتخب الناشئين وجود رؤية استراتيجية من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم نحو بناء منتخبات قوية في جميع الفئات العمرية.

 

وتعد هذه الخطوات مؤشرًا واضحًا على عزم مصر على استعادة ريادتها الكروية في القارة السمراء وعلى المستوى الدولي.

 

ومع بدء العد التنازلي لانطلاق كأس العالم للناشئين، تبقى أعين المصريين مشدودة إلى كل تفاصيل إعداد هذا المنتخب، على أمل أن تكتب هذه الكتيبة الصغيرة صفحة جديدة من المجد في تاريخ الكرة المصرية.