شهدت العلاقات المصرية الإيرانية مؤخرًا تطورًا لافتًا يعكس رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة من التعاون، خاصة في مجال السياحة الذي يُعد أحد أبرز مجالات التقارب بين الشعوب، فقد أعلن وزير السياحة والثقافة الإيراني، رضا صالحي أميري، خلال لقاء إعلامي محدود عقد في مقر إقامة رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، عن انطلاق مرحلة جديدة من تطوير العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهران، معتبرًا أن التعاون السياحي سيكون من أولى ثمار هذا التقارب.
مرحلة جديدة من التعاون المصري الإيراني: السياحة جسراً للتقارب
وأشار الوزير الإيراني إلى أن هذه المرحلة تأتي تتويجًا للقاءات التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش اجتماعات قمة مجموعة الثماني، التي استضافتها القاهرة مؤخرًا، وقد تم التأكيد خلال هذه اللقاءات على أهمية تنمية العلاقات الثنائية، وخصوصًا في القطاعات الحيوية مثل السياحة والثقافة، لما لها من دور كبير في التقريب بين الشعوب وتعزيز التفاهم المشترك.
خطط مشتركة للنهوض بالسياحة بين البلدين
-
كشف صالحي أميري عن وجود اهتمام مشترك بإعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، وهو ما يُعد خطوة أساسية لزيادة أعداد السياح بين البلدين وتسهيل حركة السفر.
-
كما أشار إلى أن الحكومة الإيرانية تولي اهتمامًا بالغًا لتعزيز حضور السائح الإيراني في مصر، لما تتمتع به من حضارة وآثار تاريخية عظيمة، لافتًا إلى أن السائح الإيراني متحمس لزيارة المواقع الفرعونية والإسلامية والأثرية في مصر.
-
من الجانب الإيراني، أوضح الوزير أن بلاده تمتلك بنية سياحية متطورة تضم أكثر من 6 آلاف شركة سياحية، و15 ألف مرشد سياحي، و455 ألف سرير فندقي، بالإضافة إلى خطة حكومية طموحة لبناء أكثر من 500 فندق جديد خلال السنوات المقبلة، في إطار مساعيها لتعزيز السياحة الداخلية والخارجية.
إيران تضع مصر على قائمة الأولويات السياحية
وفي ضوء هذا التطور، أدرجت الحكومة الإيرانية مصر ضمن الدول ذات الأولوية في برامج توسيع التعاون السياحي، الأمر الذي يعكس احترامًا وتقديرًا للمكانة التاريخية والثقافية التي تحتلها مصر في العالم الإسلامي والشرق الأوسط.
ويؤكد هذا التوجه رغبة طهران في فتح نوافذ جديدة للتعاون مع الدول ذات الحضارات العريقة، وعلى رأسها مصر، التي تُعد مركزًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا.
اجتماعات إقليمية لدفع التعاون السياحي
ولتعزيز هذا المسار، استضافت القاهرة مؤخرًا اجتماعات ضمت وزراء السياحة من إيران، تركيا، باكستان، بنجلاديش، نيجيريا، ومصر، بالإضافة إلى ممثلين من ماليزيا، إندونيسيا، وأذربيجان، وقد تم خلال الاجتماعات بحث سبل تطوير السياحة البينية، وتبادل الخبرات في مجال السياحة المستدامة، وتنسيق الجهود لتعزيز الترويج السياحي المشترك بين الدول المشاركة.
يمثل الانفتاح السياحي بين مصر وإيران فرصة ذهبية لمد جسور التفاهم والتقارب بين شعبين عريقين، يجمعهما تاريخ طويل من الحضارة والثقافة، وإذا ما تحققت خطوات عملية ملموسة مثل استئناف رحلات الطيران المباشر وتوقيع اتفاقيات تعاون سياحي، فإن العلاقات بين البلدين مرشحة لأن تشهد مرحلة من الازدهار والتكامل تخدم المصالح المشتركة وتعود بالنفع على المنطقة بأسرها.