في خطوة مفاجئة، عاد الناشط المصري وائل غنيم إلى منصات التواصل الاجتماعي، بعد انقطاع دام خمسة أشهر قضاها في عزلة تامة وصفها بأنها «مرحلة لمحاسبة النفس وإصلاحها». وقد أثار ظهوره من جديد، يوم الأربعاء 7 مايو 2025، تفاعلًا واسعًا بين جمهوره، حيث كتب منشورًا مطولًا على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، كشف فيه عن تفاصيل ما عاشه خلال فترة الغياب، مقدمًا اعتذارات صريحة وشاملة عن سلوكياته السابقة، خاصة تلك المتعلقة بتعاطي المخدرات والإساءة للآخرين.
اعتذار علني للمستشار تركي آل الشيخ
استهل غنيم رسالته بالاعتذار للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، على ما وصفه بـ«سوء خلق» بدر منه العام الماضي، وذلك عبر تغريدات مسيئة نشرها تحت تأثير المخدرات. وأكد غنيم أنه كان في حالة فقدان للسيطرة على نفسه حينها، وأنه يطلب السماح والعفو من الشيخ تركي وكل من أساء إليهم بأي شكل من الأشكال.
وائل غنيم توبة علنية وإقلاع كامل عن المخدرات والكحول
في منشوره، أعلن وائل غنيم عزمه الثابت على التعافي الكامل، مؤكدًا أنه امتنع منذ ثلاثة أشهر عن جميع أنواع المخدرات والكحوليات، إضافة إلى التدخين، وتوقف عن تناول المهدئات والمحفزات. كما أشار إلى عزمه على تجنب الغيبة والنميمة والتلفظ بالألفاظ النابية، ساعيًا إلى تصحيح مساره وسلوكياته بما يرضي الله ويليق بتعاليم الإسلام.
ندم صادق وسعي جاد لإعادة الحقوق
أكد غنيم في منشوره أنه يشعر بندم بالغ على ما ارتكبه من أخطاء خلال العام الماضي، مؤكدًا أنه ظلم نفسه وأهله وبلده، وحتى أحبّاءه. كما شدد على أنه يسعى حاليًا لإعادة الحقوق إلى أصحابها، والالتزام بالقيم التي دعا إليها الدين الإسلامي، مستشهدًا بحديث النبي محمد ﷺ: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».
رسائل محبة إلى أهله ومحبيه
اختتم غنيم منشوره برسائل مؤثرة إلى عائلته ومحبيه في مصر والسعودية، معبرًا عن أمنيته بزيارة بيت الله الحرام، ومتمنيًا أن يجمعه الله بأهله وأحبابه على خير. كما طالب بالدعاء له بحسن الخلق والخاتمة، معبرًا عن ثقته في رحمة الله وعفوه رغم كل ما مرّ به من صعوبات.
منشور مثير من مونتريال يشعل التفاعل على السوشيال ميديا
المنشور الذي جاء من مدينة مونتريال الكندية، حيث يقيم غنيم حاليًا، لقي صدى كبيرًا عبر منصات التواصل، بين مؤيدين لخطوة التوبة والعودة الصادقة، وبين من استقبل الأمر بحذر وترقّب. واختتم غنيم كلماته بآيات قرآنية تؤكد أهمية الذكر والتوبة، أبرزها قوله تعالى:
"إن الله لا يغيّرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، في إشارة واضحة إلى عزمه على التغيير الإيجابي.