في خطوة تعكس مدى التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي الذي يشهده العالم العربي، أعلن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات رسميًا اختيار العاصمة الأردنية، عمان، لتكون عاصمة العالم العربي الرقمية لعام 2025، ويأتي هذا التتويج كتكليل لسنوات من العمل الدؤوب الذي قامت به الحكومة الأردنية في مجال التكنولوجيا والاتصالات، حيث تم اتخاذ إجراءات واسعة لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، ودعم بيئة ريادة الأعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات والابتكار.
تطور ملموس في بنية عمان التكنولوجية
عمان شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولات نوعية في المشهد الرقمي، فتم إطلاق العديد من المشاريع الرائدة التي استهدفت تحسين جودة الإنترنت، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الحكومية الإلكترونية، كما تم دعم الابتكار من خلال حاضنات أعمال ومراكز تكنولوجيا متخصصة، وقدمت الحكومة تسهيلات كبيرة للشركات الناشئة، ما ساعد على نمو مجتمع ريادي نشط ومتنوع، ولم يقتصر الأمر على البنية التحتية فقط، بل شمل أيضًا الاستثمار في العنصر البشري من خلال تدريب آلاف الشباب الأردنيين على المهارات الرقمية الحديثة، مما أهلهم لدخول سوق العمل في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات.
الاعتراف العربي بعمان ودورها الريادي
اختيار عمان عاصمة للعالم العربي الرقمية لم يكن محض صدفة، بل نتيجة طبيعية لرؤية استراتيجية واضحة، واستثمار حكومي ومجتمعي متكامل، فالاعتراف الذي جاء من مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات يُعد شهادة تقدير لجهود الأردن في مجالات التحول الرقمي، واعترافًا بقدرة عمان على أن تكون نموذجًا يُحتذى به لباقي العواصم العربية، ويُعزز هذا الاختيار دور عمان في احتضان الابتكار، وتقديم الحلول التقنية، وتنمية قطاعات رقمية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، كما يعكس أيضًا التزام المملكة الأردنية الهاشمية بتحقيق التحول الرقمي الشامل في مختلف القطاعات.
انعكاسات اقتصادية واستثمارية واعدة
من المتوقع أن يسهم هذا التتويج في تحفيز الاقتصاد الأردني من خلال جذب استثمارات جديدة في قطاع التكنولوجيا، وزيادة إقبال الشركات العالمية على الاستثمار في العاصمة، كما سيفتح هذا الإنجاز أبوابًا أوسع أمام الشباب الأردني للمشاركة في مشاريع تكنولوجية مبتكرة، وزيادة فرص العمل، وسيُعزز من مكانة عمان كمركز إقليمي للابتكار الرقمي، خصوصًا بعد أن أصبحت تحتل مرتبة متقدمة في المؤشرات الرقمية على مستوى المنطقة، ويرى خبراء أن هذا الاعتراف العربي سيساعد الأردن في تعزيز شراكاته الدولية في مجالات البحث والتطوير، وتبادل الخبرات مع دول متقدمة في مجالات التحول الرقمي.
خطوة نحو التنمية الرقمية المستدامة
إن اختيار عمان كعاصمة للعالم العربي الرقمية لعام 2025 ليس فقط تتويجًا لإنجازات ماضية، بل هو أيضًا مسؤولية مستقبلية لمواصلة التقدم والابتكار، فالخطوة تضع الأردن على خارطة الدول الرائدة رقميًا، وتفتح المجال أمام تبني استراتيجيات أكثر تطورًا في الحكومة الذكية، والخدمات الرقمية، والتعليم عن بعد، والرعاية الصحية الإلكترونية، كما يؤكد هذا التتويج أن العالم العربي قادر على مواكبة التغيرات العالمية إذا ما تم توجيه الاستثمارات بشكل سليم، وتوفير البيئة الداعمة للابتكار، وتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق التنمية الرقمية المستدامة.
.