اتخذ نادي ريال مدريد خطوة جديدة في التخطيط لسوق الانتقالات الصيفية، عبر إعادة ترتيب أولوياته وتوجيه التركيز نحو تدعيم الخط الخلفي، وذلك في ظل الشكوك الجسدية التي تحيط بثنائي قلب الدفاع أنطونيو روديغر ودافيد ألابا.
ووفقًا لما كشفته شبكة ريليفو الإسبانية، فإن إدارة النادي قررت السعي الحثيث خلف مدافع مركزي شاب قادر على تلبية الاحتياجات الفنية للفريق على المدى الطويل، مع الأخذ بعين الاعتبار عامل التكلفة وعدم إرهاق الميزانية.
القلق داخل أروقة النادي الملكي ازداد في الآونة الأخيرة بعد تكرار إصابات الثنائي روديغر وألابا، وهو ما أدى إلى تذبذب الاستقرار الدفاعي في بعض المراحل الحرجة من الموسم الحالي.
ورغم الاعتماد أحيانًا على لاعبين شباب من الأكاديمية أو إعادة توظيف لاعبين آخرين في مراكز غير معتادة، إلا أن الفريق ما زال بحاجة إلى تدعيم حقيقي يضمن الصلابة والاستمرارية في مركز قلب الدفاع.
وتسعى الإدارة الفنية بقيادة فلورنتينو بيريز إلى التعاقد مع لاعب شاب يتمتع بمرونة تكتيكية، يستطيع شغل أكثر من مركز دفاعي عند الحاجة، ويملك القدرة على التطور داخل منظومة ريال مدريد.
هذا التوجه يعكس فلسفة النادي في المزج بين النجوم الكبار والمواهب الصاعدة القادرة على حمل المشروع الرياضي في المستقبل.
وفي هذا السياق، وضعت إدارة النادي قائمة مختصرة من الأسماء المستهدفة، يتصدرها المدافع الفرنسي ويليام ساليبا، لاعب أرسنال، الذي يُعد أحد أبرز المدافعين الشباب في أوروبا حاليًا.
ورغم صعوبة التفاوض بشأنه بسبب تمسك النادي اللندني بخدماته، فإن ريال مدريد يواصل مراقبة الموقف تحسبًا لأي فرصة محتملة في السوق.
كما تشمل القائمة أسماء أخرى لا تقل قيمة مثل إبراهيما كوناتي، مدافع ليفربول، والذي يملك خبرة كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز والمنافسات الأوروبية، إلى جانب دين هويسين، المدافع الشاب لنادي بورنموث، الذي يعتبر من أبرز اكتشافات الموسم في البريميرليغ.
ولم تغفل إدارة الريال خيارات أخرى من البوندسليغا، حيث يظهر اسم كاستيلو لوكيبا لاعب لايبزيغ كخيار مميز من حيث الإمكانات والقدرة على التطور، إضافة إلى الألماني جوناثان تاه، قائد خط دفاع باير ليفركوزن، الذي قد يمثل صفقة جاهزة من حيث الخبرة والاستقرار الدفاعي.
القرار النهائي لم يُتخذ بعد، لكن المؤكد أن ريال مدريد يسير نحو تعزيز دفاعه بلاعب قادر على ضمان الاستقرار الدفاعي لسنوات مقبلة.
ومع الحديث المتواصل عن قرب قدوم المدرب تشابي ألونسو، الذي يعرف جيدًا إمكانات عدد من اللاعبين في الدوري الألماني، فقد يكون له دور مباشر في توجيه البوصلة نحو الخيار الأنسب.
ريال مدريد يدرك أن الدفاع القوي أساس البطولات، ونجاحاته الأخيرة في أوروبا لا تغفل أهمية التوازن في كل الخطوط.
لذا، فإن تدعيم هذا المركز المحوري لن يكون مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية للموسم المقبل وما بعده.