تُعد مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد واحدة من أعرق وأقوى المواجهات في تاريخ كرة القدم، ويترقب عشاق اللعبة حول العالم اللقاء المرتقب الذي سيجمع بين الغريمين التقليديين مساء اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة الخامسة والثلاثين من الدوري الإسباني "لا ليغا".

 

على مدار 189 مواجهة سابقة في إطار الدوري المحلي، شهدت مباريات الكلاسيكو لحظات تاريخية وأداءً فنيًا استثنائيًا من كلا الفريقين، إلا أن التألق الفردي للاعبين دائمًا ما كان له دور بارز في حسم العديد من هذه المباريات، وترك بصمات لا تُنسى في سجلات الصراع الكروي الأشهر في إسبانيا.

 

يتربع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على قمة هدافي الكلاسيكو في الليغا برصيد 18 هدفًا، أحرزها خلال سنوات مجده مع برشلونة، حيث سجّل في شباك ريال مدريد بمختلف الطرق، سواء من كرات ثابتة أو انفرادات أو تسديدات بعيدة المدى.

 

وقد تركت أهدافه علامة فارقة في تاريخ المنافسة، خاصة أنه تجاوز أساطير مثل ألفريدو دي ستيفانو وكريستيانو رونالدو في هذا الجانب.

 

أهداف ميسي لم تكن مجرد أرقام، بل كانت في كثير من الأحيان حاسمة في مصير المواجهات، من بينها أهدافه في مباراة الـ6-2 التاريخية على ملعب سانتياغو برنابيو، وكذلك هدفه الشهير في الدقيقة الأخيرة خلال موسم 2016–2017، عندما خلع قميصه أمام جماهير مدريد احتفالًا بما يُعد من بين أبرز لحظات الكلاسيكو في العصر الحديث.

 

بعيدًا عن ميسي، تضم قائمة أبرز الهدافين في تاريخ مواجهات الدوري بين برشلونة وريال مدريد أسماءً مثل ألفريدو دي ستيفانو (14 هدفًا)، كريستيانو رونالدو (9 أهداف)، راؤول غونزاليس (11 هدفًا)، وكريم بنزيما (9 أهداف).

 

كما يظهر في القائمة لاعبو خط وسط ومهاجمون من مختلف الأجيال الذين تركوا بصمتهم على هذه المواجهة التاريخية.

 

التنافس بين الفريقين لا يتوقف فقط عند النجوم الكبار، بل إن الكلاسيكو كثيرًا ما كان منصة لانطلاقة أسماء جديدة. من المتوقع أن تكون مباراة اليوم فرصة لبعض اللاعبين الشباب لكتابة أسمائهم في سجلات اللقاء، في ظل الزخم الجماهيري والإعلامي الذي يرافق كل نسخة من هذا الحدث الكروي.

 

إحصائيًا، تميل كفة الانتصارات إلى ريال مدريد في مواجهات الليغا، لكن برشلونة كان دائمًا الند الأبرز، وهو ما يجعل التوازن سمة رئيسية في تاريخ اللقاءات بين العملاقين.

 

وقد أسهم هذا التوازن في جعل الكلاسيكو أكثر إثارة وتنوعًا على مر العقود، حيث لا يمكن التنبؤ بنتيجته مهما كانت ظروف الفريقين.

 

مع اقتراب انطلاق مواجهة الليلة، تبقى أعين المتابعين شاخصة نحو اللاعبين الذين بإمكانهم أن يكرروا أمجاد ميسي أو يصنعوا لحظاتهم التاريخية الخاصة.

 

فكل كلاسيكو يُعد فصلًا جديدًا في قصة طويلة من المجد والصراع الكروي، وهدف جديد قد يدخل لاعبًا إلى قائمة الأساطير أو يعيد التذكير بعظمة من سبقوه.